وافقت الحكومة الفيدرالية السويسرية مؤخرًا على تعديل لائحة تبادل المعلومات الضريبية، والتي تشمل الأصول الرقمية في إطار معايير التقرير العالمية، لكن خطة تبادل البيانات التلقائي المقررة لعام 2026 ستؤجل إلى أقرب وقت ممكن في عام 2027. تتطلب القواعد الجديدة من مقدمي خدمات الأصول الرقمية الامتثال لواجبات إنشاء حساب، والإبلاغ، والعناية الواجبة، وقد تم تأجيل التنفيذ حاليًا بسبب عدم وضوح قائمة الشركاء. تعكس هذه التأخيرات التحديات التي تواجهها الاقتصادات الكبرى العالمية في تنسيق الشفافية الضريبية للأصول الرقمية، كما توفر للقطاع فترة أطول للتكيف مع الامتثال، مما قد يؤثر على توقعات المستثمرين الدوليين بشأن الامتثال الضريبي للأصول الرقمية.
تأخير وقت الإستجابة لمشاركة بيانات الضرائب السويسرية: وراء الكواليس لقرار من 2026 إلى 2027
في الاجتماع الذي عقد مؤخرًا من قبل المجلس الفيدرالي، قامت الحكومة السويسرية بالتوقيع رسميًا على تعديل اللائحة المتعلقة بالمشاركة في تبادل المعلومات الضريبية الدولية، مؤكدة على إدراج الأصول الرقمية في نظام المعايير العالمية للإبلاغ. وفقًا للقرار، على الرغم من أن الإطار القانوني سيظل ساريًا كما هو مخطط في 1 يناير 2026، إلا أن التبادل التلقائي لبيانات حسابات الأصول الرقمية مع السلطات الضريبية الأجنبية سيتأخر حتى بداية عام 2027 في أقرب وقت. هذه القرار جاء نتيجة لتوقف لجنة الشؤون الاقتصادية والضرائب في المجلس الوطني عن مراجعة قائمة الاختصاصات القضائية الشريكة في 3 نوفمبر 2025، مما أدى إلى وضع إطار الإبلاغ عن الأصول الرقمية في حالة “سبات” من الناحية القانونية، حتى تتوصل سويسرا وشركائها إلى توافق بشأن تفاصيل تبادل البيانات.
هذه التأخيرات ليست صدفة، بل هي تجسيد لقرارات سياسية رئيسية في عملية التشريع السويسرية. دعم البرلمان خلال دورة الخريف لعام 2025 توسيع دور سويسرا في تبادل البيانات الضريبية العالمية، مع الالتزام بالمعايير الدولية التي وضعتها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. ومع ذلك، يجب أن تمر مسارات التنفيذ المحددة عبر جولات متعددة من المشاورات، بما في ذلك احتمال إجراء استفتاء شعبي - إذا لم يتم منع الاستفتاء، ستدخل التغييرات القانونية حيز التنفيذ كما هو مقرر، ولكن تبادل البيانات الفعلي لن يتم تفعيله حتى يتم تحديد قائمة الشركاء. هذه الاستراتيجية التي تتقدم على مراحل تحافظ على سلامة الإطار القانوني وتترك مساحة للتشغيل الفعلي، مما يعكس أسلوب سويسرا النموذجي في الموازنة بين الابتكار والرقابة.
من منظور عملية الشفافية الضريبية العالمية، فإن تأخير سويسرا يحمل دلالة رمزية. كونه مركزًا ماليًا تقليديًا ودولة صديقة للتشفير، يتم غالبًا اعتبار قرارات سويسرا بمثابة مؤشر لاتجاه الصناعة. يشير هذا التأخير إلى أنه حتى أكثر الأنظمة المالية تقدمًا تواجه تحديات تقنية وسياسية عند تنفيذ تقارير الضرائب على الأصول الرقمية. ويحلل المتخصصون أن هذا قد يؤثر على الخطط المماثلة في مناطق قضائية أخرى، مثل توجيه DAC8 في الاتحاد الأوروبي وإطار الضرائب على الأصول الرقمية في المملكة المتحدة، حيث قد يتم تعديل الجداول الزمنية بسبب صعوبات التنسيق. بالنسبة للمستثمرين، فإن هذه الفترة الانتقالية توفر المزيد من الوقت لتحسين التخطيط الضريبي، ولكن يجب أيضًا توخي الحذر من متطلبات الامتثال الأكثر صرامة في المستقبل.
تفاصيل القواعد الجديدة لمقدمي خدمات الأصول الرقمية: إنشاء حساب، تقرير والتحقق من العناية الواجبة
وفقًا للوائح الضريبية المعدلة، ستواجه مزودي خدمات الأصول الرقمية في سويسرا مصفوفة جديدة من الامتثال، تشمل الالتزامات الأساسية تسجيل الحسابات، والإبلاغ عن بيانات العملاء، وإجراء العناية الواجبة الأساسية في ثلاثة مجالات رئيسية. تحدد اللائحة بوضوح معايير “الجهات المقدمة للخدمات التي لها صلة كافية بسويسرا”، بما في ذلك إنشاء مؤسسات في سويسرا، وتقديم الخدمات للمستخدمين السويسريين، أو معالجة معاملات الفرنك السويسري، حيث يجب على هذه الكيانات الامتثال للوائح الجديدة. وبشكل أكثر تحديدًا، يتعين على مزودي الخدمات تقديم معلومات هوية العملاء، وأرصدة الحسابات، وسجلات المعاملات إلى السلطات الضريبية بشكل دوري، وتنفيذ إجراءات مشابهة لتلك المتبعة في المجال المالي التقليدي KYC، لضمان دقة البيانات واكتمالها.
تم توسيع نطاق تطبيق اللوائح الجديدة بشكل ملحوظ، ليشمل المزيد من أنواع المنظمات والمؤسسات في نطاق الرقابة، مع منح استثناءات فقط للكيانات الصغيرة التي تستوفي شروط الإعفاء المحددة. وتوفر أحكام الانتقال فترة تكيف للصناعة، مما يسمح للشركات بإنشاء نظام الامتثال تدريجياً بين عامي 2026-2027. على سبيل المثال، قد يحتاج مقدمو الخدمات الحاليون إلى ترقية أنظمة إدارة البيانات الخاصة بهم، ودمج ميزات الإبلاغ التلقائي؛ بينما يجب على الوافدين الجدد إكمال إجراءات التسجيل قبل بدء أعمالهم. على الرغم من أن هذه المتطلبات قد زادت من تكاليف التشغيل، إلا أنها تساعد في تعزيز المصداقية العامة للصناعة، مما يمهد الطريق لدخول المستثمرين المؤسسات.
من الناحية التقنية، يتصل الإطار السويسري مباشرةً بإطار تقرير الأصول الرقمية الذي قدمته منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، والذي يتطلب أن تتضمن محتويات التقرير هوية دافعي الضرائب وحسابات مالية وبيانات معاملات محددة. بالمقارنة مع المعايير التقليدية للتقرير المشترك، يركز CARF بشكل أكبر على خصائص العملات الرقمية، مثل المعاملات التي تتضمن محافظ ذاتية الإدارة وأنشطة DeFi. قد يحتاج مقدمو الخدمات السويسريون إلى استثمار في أدوات تحليل السلسلة لتتبع المعاملات عبر السلاسل والعمليات المجهولة، مما يتطلب مستوى أعلى من القدرات التقنية. ينصح الخبراء الشركات بإجراء تحليل الفجوات الامتثالية في أقرب وقت ممكن، خاصة في مراحل تصنيف البيانات وتخزينها ونقلها، لتجنب التعرض لمخاطر العقوبات عند التنفيذ الكامل في عام 2027.
جدول زمني رئيسي لتنفيذ CARF في سويسرا
خريف 2025: البرلمان يمرر تعديلات قانونية تدعم توسيع مشاركة بيانات الضرائب العالمية
3 نوفمبر 2025: لجنة الشؤون الاقتصادية والضرائب في المجلس الوطني توقفت عن مراجعة قائمة الشركاء
1 يناير 2026: سريان الإطار القانوني المعدل رسمياً
2026-2027: فترة انتقالية، تتكيف الشركات مع نظام التقرير الجديد
2027 (في أقرب وقت): بدء تبادل البيانات الآلي مع ولاية الشركاء
الوقت غير محدد: تحديد قائمة تضم 74 شريك تبادل بيانات محتمل
قائمة الشركاء المعلقة: العقبات الفعلية لبدء مشاركة البيانات
تتمثل المشكلة الأساسية في تأخير مشاركة بيانات الأصول الرقمية في صعوبة تحديد قائمة الولايات القضائية للشركاء، مما يؤثر مباشرة على قدرة سويسرا على إنشاء شبكة تبادل دولية فعالة. وفقًا للتخطيط، تأمل سويسرا في تبادل البيانات مع 74 ولاية قضائية تلبي معايير CARF وتظهر اهتمامًا متبادلاً، ويشمل هذا المجموعة جميع دول الاتحاد الأوروبي، المملكة المتحدة ومعظم دول مجموعة العشرين مثل اليابان، أستراليا وكندا. ومع ذلك، لم يتم إدراج الاقتصادات الرئيسية مثل الولايات المتحدة، الصين والسعودية حاليًا، وذلك لأسباب تشمل عدم التوافق الكامل مع معايير CARF أو عدم وجود اتفاقيات ثنائية ضرورية.
توقف لجنة المجلس الوطني عن العمل على قائمة مراجعة الأسماء، مما يعكس التحديات المعقدة في المفاوضات متعددة الأطراف. يحتاج كل شريك محتمل إلى تقييم توافق لوائح حماية البيانات الخاصة به مع CARF، لضمان أن عملية التبادل تتماشى مع القوانين المحلية للخصوصية. على سبيل المثال، هناك اختلافات بين اللائحة العامة لحماية البيانات في الاتحاد الأوروبي وقانون حماية البيانات في سويسرا، مما قد يتطلب اتفاقيات إضافية للتنسيق. علاوة على ذلك، قد تطلب بعض الدول حقوق وصول متكافئة إلى البيانات، لكن هناك توتر بين تقليد سرية البنوك في سويسرا والشفافية الكاملة، وهذا التوازن يحتاج إلى معالجة دقيقة. كما لا يمكن تجاهل العوامل السياسية، مثل التغيرات في بيئة العقوبات الدولية بعد النزاع الروسي الأوكراني، والتي قد تؤثر على إرادة التعاون مع بعض الولايات القضائية.
من منظور الجغرافيا السياسية، يكشف وقت الإستجابة في سويسرا عن الحالة المجزأة للتنظيم العالمي للأصول الرقمية. على الرغم من أن CARF تهدف إلى إنشاء معايير موحدة، إلا أن مشاركة الاقتصادات الكبرى متفاوتة. تجمع الولايات المتحدة بيانات الأصول الرقمية من خلال الإطار الحالي لـ IRS، لكنها لم تلتزم بعد بالانضمام إلى الشبكة الدولية للتبادل التلقائي؛ بينما بعد حظر الصين لتداول الأصول الرقمية، تحول التركيز في تقارير الضرائب نحو اليوان الرقمي؛ وتولي المملكة العربية السعودية مزيدًا من الاهتمام للتنظيم المحلي. قد تؤدي هذه الاختلافات إلى فرص للتحكيم التنظيمي، حيث قد تنقل الشركات أنشطتها إلى ولايات قضائية ذات متطلبات تقرير أكثر مرونة. بالنسبة للمستثمرين، يعني ذلك الحاجة إلى متابعة الديناميات التنظيمية في ولايات قضائية مختلفة، وتحسين هيكل تخصيص الأصول.
عملية الشفافية الضريبية العالمية: ردود الفعل المتسلسلة المتأخرة في سويسرا
تؤدي القرارات المتأخرة من قبل سويسرا إلى تأثيرات متتالية في عملية الشفافية الضريبية العالمية، حيث تتزايد الفجوات بين الاقتصاديات الرئيسية في تنسيق تنظيم الأصول الرقمية. كانت معايير CARF التي تدعمها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية تعتبر حلاً موحداً عالمياً، لكن اختلاف الجداول الزمنية للتنفيذ قد يضعف فعاليتها. على سبيل المثال، تخطط الاتحاد الأوروبي لتنفيذ توجيه DAC8 في عام 2026، مما يتطلب من مقدمي خدمات الأصول الرقمية الإبلاغ عن المعاملات عبر الحدود، وهذا يتزامن جزئياً ولكن ليس تمامًا مع الجدول الزمني لسويسرا. قد يؤدي هذا التباين إلى ثغرات في الإبلاغ، على سبيل المثال، عندما تقدم الشركات خدمات لمستخدمين من الاتحاد الأوروبي من خلال كيانات سويسرية، قد تواجه تقارير مزدوجة أو فراغ تنظيمي.
من وجهة نظر تأثير السوق، على المدى القصير، يوفر وقت الإستجابة لفترة إعداد أطول لصناعة الأصول الرقمية، مما يقلل من الضغط الفوري للامتثال. يمكن لمقدمي الخدمات في سويسرا الاستفادة من هذه الفترة لتحسين البنية التحتية التقنية، مثل اختيار مزودي تحليل البلوكشين المتوافقين مع المعايير أو تطوير أدوات التقرير الداخلية. ومع ذلك، على المدى الطويل، فإن اتجاه الشفافية لا يمكن عكسه، ويجب على المستثمرين توقع مراجعات ضريبية أكثر صرامة في المستقبل. بشكل خاص، قد يحتاج المستخدمون الذين يستخدمون محافظ ذاتية الاستضافة أو يشاركون في أنشطة DeFi إلى الإبلاغ عن معاملاتهم بأنفسهم، لأن الهدف النهائي لـ CARF هو تضمين جميع أنشطة الأصول الرقمية في الرؤية. ينصح خبراء الضرائب بأن يبدأ المستثمرون الأفراد في تنظيم سجلات معاملاتهم التاريخية، واستخدام برامج متخصصة لحساب الأحداث الخاضعة للضريبة، لتجنب مواجهة مخاطر المراجعة في عام 2027.
فيما يتعلق باستراتيجيات التعامل في الصناعة، فإن الشركات الرائدة في الأصول الرقمية تقوم بتحويل الامتثال إلى ميزة تنافسية. وقد قامت بعض مقدمي الخدمات بتنفيذ معايير من نوع CARF مسبقًا، لجذب العملاء المؤسسيين المهتمين بالامتثال من خلال الشهادات الطوعية. في الوقت نفسه، يرى مقدمو الحلول التكنولوجية فرصة ويطورون محافظ ومنصات تداول متكاملة مع ميزات إعداد التقارير الضريبية. في جانب الاستثمار، قد تحصل المشاريع التي تركز على تكنولوجيا الامتثال على قيمة طويلة الأجل، مثل أدوات التحليل على السلسلة وتقنيات حماية الخصوصية. ومن الجدير بالذكر أن وقت الإستجابة في سويسرا لا يغير الاتجاه العام، حيث لا يزال الشفافية الضريبية للأصول الرقمية تتسارع على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يتشكل شبكة دولية أكثر توحيدًا بعد عام 2027.
أظهرت حالة سويسرا في النهاية واقعًا أساسيًا: خلال عملية دمج الأصول الرقمية مع المالية التقليدية، يعد التنسيق التنظيمي تحديًا أكثر تعقيدًا من الابتكار التكنولوجي. على الرغم من أن وقت الإستجابة يجلب عدم اليقين، إلا أنه يوفر أيضًا فرصة للتفكير والتحسين لجميع الأطراف. مع اقتراب عام 2027، ينبغي على المشاركين في السوق أن يتبنوا التغيير بنشاط، ويعتبروا الامتثال جزءًا أساسيًا من نضوج الصناعة، وليس مجرد عبء.
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
سويسرا تؤجل مشاركة بيانات الضرائب المتعلقة بالتشفير حتى عام 2027، مما يعيق عملية الشفافية العالمية.
وافقت الحكومة الفيدرالية السويسرية مؤخرًا على تعديل لائحة تبادل المعلومات الضريبية، والتي تشمل الأصول الرقمية في إطار معايير التقرير العالمية، لكن خطة تبادل البيانات التلقائي المقررة لعام 2026 ستؤجل إلى أقرب وقت ممكن في عام 2027. تتطلب القواعد الجديدة من مقدمي خدمات الأصول الرقمية الامتثال لواجبات إنشاء حساب، والإبلاغ، والعناية الواجبة، وقد تم تأجيل التنفيذ حاليًا بسبب عدم وضوح قائمة الشركاء. تعكس هذه التأخيرات التحديات التي تواجهها الاقتصادات الكبرى العالمية في تنسيق الشفافية الضريبية للأصول الرقمية، كما توفر للقطاع فترة أطول للتكيف مع الامتثال، مما قد يؤثر على توقعات المستثمرين الدوليين بشأن الامتثال الضريبي للأصول الرقمية.
تأخير وقت الإستجابة لمشاركة بيانات الضرائب السويسرية: وراء الكواليس لقرار من 2026 إلى 2027
في الاجتماع الذي عقد مؤخرًا من قبل المجلس الفيدرالي، قامت الحكومة السويسرية بالتوقيع رسميًا على تعديل اللائحة المتعلقة بالمشاركة في تبادل المعلومات الضريبية الدولية، مؤكدة على إدراج الأصول الرقمية في نظام المعايير العالمية للإبلاغ. وفقًا للقرار، على الرغم من أن الإطار القانوني سيظل ساريًا كما هو مخطط في 1 يناير 2026، إلا أن التبادل التلقائي لبيانات حسابات الأصول الرقمية مع السلطات الضريبية الأجنبية سيتأخر حتى بداية عام 2027 في أقرب وقت. هذه القرار جاء نتيجة لتوقف لجنة الشؤون الاقتصادية والضرائب في المجلس الوطني عن مراجعة قائمة الاختصاصات القضائية الشريكة في 3 نوفمبر 2025، مما أدى إلى وضع إطار الإبلاغ عن الأصول الرقمية في حالة “سبات” من الناحية القانونية، حتى تتوصل سويسرا وشركائها إلى توافق بشأن تفاصيل تبادل البيانات.
هذه التأخيرات ليست صدفة، بل هي تجسيد لقرارات سياسية رئيسية في عملية التشريع السويسرية. دعم البرلمان خلال دورة الخريف لعام 2025 توسيع دور سويسرا في تبادل البيانات الضريبية العالمية، مع الالتزام بالمعايير الدولية التي وضعتها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. ومع ذلك، يجب أن تمر مسارات التنفيذ المحددة عبر جولات متعددة من المشاورات، بما في ذلك احتمال إجراء استفتاء شعبي - إذا لم يتم منع الاستفتاء، ستدخل التغييرات القانونية حيز التنفيذ كما هو مقرر، ولكن تبادل البيانات الفعلي لن يتم تفعيله حتى يتم تحديد قائمة الشركاء. هذه الاستراتيجية التي تتقدم على مراحل تحافظ على سلامة الإطار القانوني وتترك مساحة للتشغيل الفعلي، مما يعكس أسلوب سويسرا النموذجي في الموازنة بين الابتكار والرقابة.
من منظور عملية الشفافية الضريبية العالمية، فإن تأخير سويسرا يحمل دلالة رمزية. كونه مركزًا ماليًا تقليديًا ودولة صديقة للتشفير، يتم غالبًا اعتبار قرارات سويسرا بمثابة مؤشر لاتجاه الصناعة. يشير هذا التأخير إلى أنه حتى أكثر الأنظمة المالية تقدمًا تواجه تحديات تقنية وسياسية عند تنفيذ تقارير الضرائب على الأصول الرقمية. ويحلل المتخصصون أن هذا قد يؤثر على الخطط المماثلة في مناطق قضائية أخرى، مثل توجيه DAC8 في الاتحاد الأوروبي وإطار الضرائب على الأصول الرقمية في المملكة المتحدة، حيث قد يتم تعديل الجداول الزمنية بسبب صعوبات التنسيق. بالنسبة للمستثمرين، فإن هذه الفترة الانتقالية توفر المزيد من الوقت لتحسين التخطيط الضريبي، ولكن يجب أيضًا توخي الحذر من متطلبات الامتثال الأكثر صرامة في المستقبل.
تفاصيل القواعد الجديدة لمقدمي خدمات الأصول الرقمية: إنشاء حساب، تقرير والتحقق من العناية الواجبة
وفقًا للوائح الضريبية المعدلة، ستواجه مزودي خدمات الأصول الرقمية في سويسرا مصفوفة جديدة من الامتثال، تشمل الالتزامات الأساسية تسجيل الحسابات، والإبلاغ عن بيانات العملاء، وإجراء العناية الواجبة الأساسية في ثلاثة مجالات رئيسية. تحدد اللائحة بوضوح معايير “الجهات المقدمة للخدمات التي لها صلة كافية بسويسرا”، بما في ذلك إنشاء مؤسسات في سويسرا، وتقديم الخدمات للمستخدمين السويسريين، أو معالجة معاملات الفرنك السويسري، حيث يجب على هذه الكيانات الامتثال للوائح الجديدة. وبشكل أكثر تحديدًا، يتعين على مزودي الخدمات تقديم معلومات هوية العملاء، وأرصدة الحسابات، وسجلات المعاملات إلى السلطات الضريبية بشكل دوري، وتنفيذ إجراءات مشابهة لتلك المتبعة في المجال المالي التقليدي KYC، لضمان دقة البيانات واكتمالها.
تم توسيع نطاق تطبيق اللوائح الجديدة بشكل ملحوظ، ليشمل المزيد من أنواع المنظمات والمؤسسات في نطاق الرقابة، مع منح استثناءات فقط للكيانات الصغيرة التي تستوفي شروط الإعفاء المحددة. وتوفر أحكام الانتقال فترة تكيف للصناعة، مما يسمح للشركات بإنشاء نظام الامتثال تدريجياً بين عامي 2026-2027. على سبيل المثال، قد يحتاج مقدمو الخدمات الحاليون إلى ترقية أنظمة إدارة البيانات الخاصة بهم، ودمج ميزات الإبلاغ التلقائي؛ بينما يجب على الوافدين الجدد إكمال إجراءات التسجيل قبل بدء أعمالهم. على الرغم من أن هذه المتطلبات قد زادت من تكاليف التشغيل، إلا أنها تساعد في تعزيز المصداقية العامة للصناعة، مما يمهد الطريق لدخول المستثمرين المؤسسات.
من الناحية التقنية، يتصل الإطار السويسري مباشرةً بإطار تقرير الأصول الرقمية الذي قدمته منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، والذي يتطلب أن تتضمن محتويات التقرير هوية دافعي الضرائب وحسابات مالية وبيانات معاملات محددة. بالمقارنة مع المعايير التقليدية للتقرير المشترك، يركز CARF بشكل أكبر على خصائص العملات الرقمية، مثل المعاملات التي تتضمن محافظ ذاتية الإدارة وأنشطة DeFi. قد يحتاج مقدمو الخدمات السويسريون إلى استثمار في أدوات تحليل السلسلة لتتبع المعاملات عبر السلاسل والعمليات المجهولة، مما يتطلب مستوى أعلى من القدرات التقنية. ينصح الخبراء الشركات بإجراء تحليل الفجوات الامتثالية في أقرب وقت ممكن، خاصة في مراحل تصنيف البيانات وتخزينها ونقلها، لتجنب التعرض لمخاطر العقوبات عند التنفيذ الكامل في عام 2027.
جدول زمني رئيسي لتنفيذ CARF في سويسرا
قائمة الشركاء المعلقة: العقبات الفعلية لبدء مشاركة البيانات
تتمثل المشكلة الأساسية في تأخير مشاركة بيانات الأصول الرقمية في صعوبة تحديد قائمة الولايات القضائية للشركاء، مما يؤثر مباشرة على قدرة سويسرا على إنشاء شبكة تبادل دولية فعالة. وفقًا للتخطيط، تأمل سويسرا في تبادل البيانات مع 74 ولاية قضائية تلبي معايير CARF وتظهر اهتمامًا متبادلاً، ويشمل هذا المجموعة جميع دول الاتحاد الأوروبي، المملكة المتحدة ومعظم دول مجموعة العشرين مثل اليابان، أستراليا وكندا. ومع ذلك، لم يتم إدراج الاقتصادات الرئيسية مثل الولايات المتحدة، الصين والسعودية حاليًا، وذلك لأسباب تشمل عدم التوافق الكامل مع معايير CARF أو عدم وجود اتفاقيات ثنائية ضرورية.
توقف لجنة المجلس الوطني عن العمل على قائمة مراجعة الأسماء، مما يعكس التحديات المعقدة في المفاوضات متعددة الأطراف. يحتاج كل شريك محتمل إلى تقييم توافق لوائح حماية البيانات الخاصة به مع CARF، لضمان أن عملية التبادل تتماشى مع القوانين المحلية للخصوصية. على سبيل المثال، هناك اختلافات بين اللائحة العامة لحماية البيانات في الاتحاد الأوروبي وقانون حماية البيانات في سويسرا، مما قد يتطلب اتفاقيات إضافية للتنسيق. علاوة على ذلك، قد تطلب بعض الدول حقوق وصول متكافئة إلى البيانات، لكن هناك توتر بين تقليد سرية البنوك في سويسرا والشفافية الكاملة، وهذا التوازن يحتاج إلى معالجة دقيقة. كما لا يمكن تجاهل العوامل السياسية، مثل التغيرات في بيئة العقوبات الدولية بعد النزاع الروسي الأوكراني، والتي قد تؤثر على إرادة التعاون مع بعض الولايات القضائية.
من منظور الجغرافيا السياسية، يكشف وقت الإستجابة في سويسرا عن الحالة المجزأة للتنظيم العالمي للأصول الرقمية. على الرغم من أن CARF تهدف إلى إنشاء معايير موحدة، إلا أن مشاركة الاقتصادات الكبرى متفاوتة. تجمع الولايات المتحدة بيانات الأصول الرقمية من خلال الإطار الحالي لـ IRS، لكنها لم تلتزم بعد بالانضمام إلى الشبكة الدولية للتبادل التلقائي؛ بينما بعد حظر الصين لتداول الأصول الرقمية، تحول التركيز في تقارير الضرائب نحو اليوان الرقمي؛ وتولي المملكة العربية السعودية مزيدًا من الاهتمام للتنظيم المحلي. قد تؤدي هذه الاختلافات إلى فرص للتحكيم التنظيمي، حيث قد تنقل الشركات أنشطتها إلى ولايات قضائية ذات متطلبات تقرير أكثر مرونة. بالنسبة للمستثمرين، يعني ذلك الحاجة إلى متابعة الديناميات التنظيمية في ولايات قضائية مختلفة، وتحسين هيكل تخصيص الأصول.
عملية الشفافية الضريبية العالمية: ردود الفعل المتسلسلة المتأخرة في سويسرا
تؤدي القرارات المتأخرة من قبل سويسرا إلى تأثيرات متتالية في عملية الشفافية الضريبية العالمية، حيث تتزايد الفجوات بين الاقتصاديات الرئيسية في تنسيق تنظيم الأصول الرقمية. كانت معايير CARF التي تدعمها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية تعتبر حلاً موحداً عالمياً، لكن اختلاف الجداول الزمنية للتنفيذ قد يضعف فعاليتها. على سبيل المثال، تخطط الاتحاد الأوروبي لتنفيذ توجيه DAC8 في عام 2026، مما يتطلب من مقدمي خدمات الأصول الرقمية الإبلاغ عن المعاملات عبر الحدود، وهذا يتزامن جزئياً ولكن ليس تمامًا مع الجدول الزمني لسويسرا. قد يؤدي هذا التباين إلى ثغرات في الإبلاغ، على سبيل المثال، عندما تقدم الشركات خدمات لمستخدمين من الاتحاد الأوروبي من خلال كيانات سويسرية، قد تواجه تقارير مزدوجة أو فراغ تنظيمي.
من وجهة نظر تأثير السوق، على المدى القصير، يوفر وقت الإستجابة لفترة إعداد أطول لصناعة الأصول الرقمية، مما يقلل من الضغط الفوري للامتثال. يمكن لمقدمي الخدمات في سويسرا الاستفادة من هذه الفترة لتحسين البنية التحتية التقنية، مثل اختيار مزودي تحليل البلوكشين المتوافقين مع المعايير أو تطوير أدوات التقرير الداخلية. ومع ذلك، على المدى الطويل، فإن اتجاه الشفافية لا يمكن عكسه، ويجب على المستثمرين توقع مراجعات ضريبية أكثر صرامة في المستقبل. بشكل خاص، قد يحتاج المستخدمون الذين يستخدمون محافظ ذاتية الاستضافة أو يشاركون في أنشطة DeFi إلى الإبلاغ عن معاملاتهم بأنفسهم، لأن الهدف النهائي لـ CARF هو تضمين جميع أنشطة الأصول الرقمية في الرؤية. ينصح خبراء الضرائب بأن يبدأ المستثمرون الأفراد في تنظيم سجلات معاملاتهم التاريخية، واستخدام برامج متخصصة لحساب الأحداث الخاضعة للضريبة، لتجنب مواجهة مخاطر المراجعة في عام 2027.
فيما يتعلق باستراتيجيات التعامل في الصناعة، فإن الشركات الرائدة في الأصول الرقمية تقوم بتحويل الامتثال إلى ميزة تنافسية. وقد قامت بعض مقدمي الخدمات بتنفيذ معايير من نوع CARF مسبقًا، لجذب العملاء المؤسسيين المهتمين بالامتثال من خلال الشهادات الطوعية. في الوقت نفسه، يرى مقدمو الحلول التكنولوجية فرصة ويطورون محافظ ومنصات تداول متكاملة مع ميزات إعداد التقارير الضريبية. في جانب الاستثمار، قد تحصل المشاريع التي تركز على تكنولوجيا الامتثال على قيمة طويلة الأجل، مثل أدوات التحليل على السلسلة وتقنيات حماية الخصوصية. ومن الجدير بالذكر أن وقت الإستجابة في سويسرا لا يغير الاتجاه العام، حيث لا يزال الشفافية الضريبية للأصول الرقمية تتسارع على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يتشكل شبكة دولية أكثر توحيدًا بعد عام 2027.
أظهرت حالة سويسرا في النهاية واقعًا أساسيًا: خلال عملية دمج الأصول الرقمية مع المالية التقليدية، يعد التنسيق التنظيمي تحديًا أكثر تعقيدًا من الابتكار التكنولوجي. على الرغم من أن وقت الإستجابة يجلب عدم اليقين، إلا أنه يوفر أيضًا فرصة للتفكير والتحسين لجميع الأطراف. مع اقتراب عام 2027، ينبغي على المشاركين في السوق أن يتبنوا التغيير بنشاط، ويعتبروا الامتثال جزءًا أساسيًا من نضوج الصناعة، وليس مجرد عبء.