8 ديسمبر، وفقًا لمجلة فوربس، قال رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) بول آتكينز في مقابلة مباشرة مع فوكس نيوز إنه من المتوقع أن يتحول السوق المالية الأمريكية بأكملها خلال العامين المقبلين نحو تقنية البلوك تشين التي تدعم البيتكوين والعملات المشفرة. وأشار آتكينز إلى أن «العالم سيكون على هذا النحو، وربما لن يتطلب الأمر عشر سنوات، بل قد يتم ذلك في غضون عامين فقط. الخطوة التالية ستأتي مع تزايد الأصول الرقمية، ورقمنة السوق، والتوكنيزاشن، مما سيجلب فوائد كبيرة للشفافية وإدارة المخاطر.»
لقد استعرضت الفيديو الأصلي للمقابلة بدقة، واختصرت الأفكار الأساسية على النحو التالي:
التوكنيزاشن (Tokenization) هو المرحلة التالية من تطور السوق المالية الأمريكية
قال آتكينز إن سوق رأس المال الأمريكية تدخل عصرًا جديدًا من الأصول الرقمية ورقمنة السوق، وأن التوكنيزاشن والتسوية على السلسلة سيكونان عنصرين أساسيين، وأنهما التوجه نحو تحديث السوق التقليدي.
التسوية على السلسلة (On-chain Settlement) يمكن أن تعزز الكفاءة بشكل ملحوظ
ذكر أن:
هناك فجوة زمنية حالياً بين التداول والتسوية (T+1 / T+2)
البلوك تشين يمكن أن يحقق التسوية الفورية (real-time settlement)
يساعد على تقليل مخاطر الطرف المقابل، وزيادة شفافية السوق
«الانتقال الكامل إلى السلسلة» أسرع مما يتوقع معظم الناس — ربما في غضون بضع سنوات
أطلق رأيًا مثيرًا: أن التحول نحو التوكنيزاشن في سوق رأس المال قد يكون «أسرع مما يظن الجميع»، وربما خلال بضع سنوات فقط. فوسائل الإعلام المختلفة فسرت ذلك على أنه: من المتوقع أن تكون السوق المالية الأمريكية خلال العامين المقبلين قد تحولت بشكل كامل إلى السلسلة.
مشروع Crypto يمهد لوضع إطار تنظيمي محدث
أدرج آتكينز التوكنيزاشن ضمن استراتيجية SEC العالمية:
تحديد تصنيف تنظيم الأصول الرقمية (token taxonomy)
تحسين توافق قوانين الأوراق المالية
بناء بنية سوقية أكثر كفاءة وقابلية للتحقق
الولايات المتحدة ترغب في الحفاظ على ريادتها في سباق التكنولوجيا المالية
ذكر أن:
أمريكا لا يمكن أن تسمح بنقل الابتكار إلى مناطق قضائية أخرى
التوكنيزاشن المتوافق مع اللوائح سيجذب رؤوس الأموال، والمرخّصين، والشركات العالمية
لكن، إذا وضعنا هذا المخطط الضخم تحت منظار التغيرات في النظام النقدي العالمي، وأسلوب اقتصاد الدين الأمريكي، والمنافسة الجيوسياسية، فسنكتشف نوايا استراتيجية أعمق وأعقد وأكثر إلحاحًا:
هذه خطة تهدف إلى إعادة تشكيل وتثبيت الهيمنة العالمية للدولار في عصر الرقمنة، وتثبيت استدامة النموذج الاقتصادي الأمريكي.
أولاً: «النجاة الرقمية» للعالم في إطار العولمة للدولار: من عملة تسوية التجارة إلى حامل القيمة الرقمية
أعمدة النظام الدولار التقليدي بدأت في التهتك. وفقًا لصندوق النقد الدولي، انخفضت حصة الدولار في الاحتياط الأجنبي الرسمي العالمي من أكثر من 70% في بداية القرن، إلى حوالي 58% في الربع الأخير من 2023. ورغم أنه لا يزال العملة السائدة، إلا أن الاتجاه طويل الأمد نحو الانخفاض واضح، ويعكس تراكم جهود تخلّص العالم من الدولار، ونشوء نظام متعدد العملات.
وفي الوقت ذاته، نظام رقمي قائم على البلوك تشين يقوده القطاع الخاص يسرع بشكل جنوني. وفقًا لمؤسسات مثل CoinMarketCap، فإن العملات المستقرة المدعومة بالدولار مثل USDT (تيرادار) و USDC تتجاوز قيمتها السوقية 150 مليار دولار، وتمثل أكثر من 99% من سوق العملات المستقرة. العملات المستقرة الأخرى، كالعملات الأوروبية والين الياباني، تكاد تتلاشى أمام ذلك النجاح.
الرؤية الأساسية الأولى: نجاح العملات المستقرة هو في الأساس إنشاء طريق سريع عالمي لـ«الدولار الرقمي» يعمل 24 ساعة يوميًا، خارج النظام البنكي التقليدي وشبكة سويفت. فهي تُمكن الدولار من التوغل بشكل أكثر كفاءة وشمولية في التجارة العالمية، والتحويلات، والاقتصاد الرقمي. مع تراجع حصة «الدولار الرسمي» في صناديق صندوق النقد، فإن حصة «الدولار على السلسلة» تتزايد بشكل أسي. إن ترحيل الأصول بالكامل إلى السلسلة يعني تحويل جميع الأصول المقومة بالدولار، مثل الأسهم الأمريكية، والسندات، والعقارات، إلى تلك الطريق السريع، بهدف تحويل وظيفة الدولار العالمية من «عملة تسوية تجارية» إلى «مخزن للقيمة الرقمية وأصل استثماري لا يمكن زحزحته»، مما يوقف تراجع مكانته التقليدية في تلك المجالات.
ثانياً: «الطريق الرقمية لسندات الخزانة الأمريكية»: من احتياطي الدولة إلى ملكية عامة (عالمية)
يعتمد اقتصاد أمريكا على دورة «عجز تجاري يصدر الدولار، وفائض رأس مال يعيده لشراء سندات الخزانة الأمريكية». لكن، استمرار هذا الدور يعتمد على الطلب اللامحدود على سندات الخزانة الأمريكية. الآن، تتوقف كبار البنوك المركزية وصناديق الثروة السيادية عن زيادة حيازتها للسندات، وتظهر فجوة في من يشترونها.
وفي هذا السياق، ظهرت شركات التوكنيزاشن مثل Tether كقوة صاعدة. كشركة ملزمة بتوفير احتياط كامل، توزع غالبية أموالها على سندات الخزانة الأمريكية قصيرة الأجل. وفقًا لتقاريرها التدقيقية، بحلول نهاية 2023، امتلكت Tether أكثر من 80 مليار دولار من سندات الخزانة الأمريكية. وإذا اعتبرناها ككيان اقتصادي سيادي، فهي الآن رابع أكبر مالك للسندات الأمريكية على مستوى العالم، متقدمة على العديد من الدول.
الرؤية الأساسية الثانية: العملات المستقرة ليست مجرد دولارات رقمية، بل هي قناة توزيع «مُفصلَة» و«عالمية» لسندات الخزانة الأمريكية. فكل شخص في الأرجنتين، نيجيريا، أو جنوب شرق آسيا يحمل USDT، يساهم بشكل غير مباشر في تمويل سندات الخزانة الأمريكية. إن ترحيل الأصول بالكامل إلى السلسلة هو توسيع هذا النموذج من مجرد «عملات مستقرة نقدية» إلى جميع فئات الأصول. في المستقبل، يمكن لمستثمر فردي في فيتنام أن يشتري ويبيع عبر البلوك تشين أسهم شركة آبل، أو وحدات صندوق ETF للسندات الأمريكية، أو حقوق عوائد العقارات التجارية، على شكل توكنات مُجزأة. هذا يشبه بناء «أنبوب رقمي» يربط فائض رأس المال الأمريكي مع الطبقة الوسطى والمستثمرين الأفراد حول العالم، ويوسع بشكل كبير قاعدة المشترين للسندات والأصول بالدولار، ويمد الحكومة الأمريكية بمصدر تمويل جديد ومتواصل لعجز ميزانيتها وديونها.
ثالثاً: «الرقمية النهائية للخصومات الرأسمالية»: الطريق السريع لتحقيق فائض رأس المال
تقوم أسس الدولة الأمريكية على تحويل المدخرات العالمية إلى استثمارات في ديونها وأصولها عبر نظام مالي وقانوني، للحفاظ على أدنى معدلات فائدة، وارتفاع الاستهلاك، والريادة في الاستثمار التكنولوجي.
الرؤية الأساسية الثالثة: ترحيل الأصول الأمريكية بشكل كامل إلى السلسلة هو الثورة الرقمية النهائية لهذا «النهب».
خفض عتبة الاستثمار العالمي: التوكنيزاشن يُجزئ الأصول الأمريكية ذات القيمة العالية، مما يتيح لأي مستثمر في أي مكان في العالم المشاركة بتكلفة منخفضة، ويوسع دائرة المشترين المحتملين.
تسريع تدفق رأس المال وشفافيته: التسوية الفورية على مدار الساعة، تتيح للرأس المال العالمي أن يدخل ويخرج من الأصول الأمريكية بسرعة ومرونة غير مسبوقة، والاستجابة لسياسات الفيدرالي أو فرص السوق، وتعزيز قيمة السيولة للأصول بالدولار.
تعزيز تأثير الشبكة: عند اعتاد المستثمرون العالميون على التداول والتخزين عبر السوق المالي الأمريكي المتوافق والفعال، ستتشكل اعتماد قوي على المسار، وتماسك بيئة العمل. ستُبنى المعايير، والقواعد، والتقنيات المالية حول الولايات المتحدة، لتكون بمثابة «نظام برتون وودز 2.0» في العصر الرقمي.
الخلاصة: ثورة هادئة في النظام المالي
لذا، فإن تصريحات بول آتكينز ليست مجرد توقع تقني، بل إعلان عن استراتيجية، تكشف عن وعي ورده فعل جريئة من النخبة المالية الأمريكية أمام ضغط الديون الداخلية، وتنافس العملات الخارجية.
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
تفسير تصريحات رئيس SEC: "الأصول الأمريكية ستُرتبط بالكامل خلال عامين"
المؤلف: ناثان يتحدث عن RWA
8 ديسمبر، وفقًا لمجلة فوربس، قال رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) بول آتكينز في مقابلة مباشرة مع فوكس نيوز إنه من المتوقع أن يتحول السوق المالية الأمريكية بأكملها خلال العامين المقبلين نحو تقنية البلوك تشين التي تدعم البيتكوين والعملات المشفرة. وأشار آتكينز إلى أن «العالم سيكون على هذا النحو، وربما لن يتطلب الأمر عشر سنوات، بل قد يتم ذلك في غضون عامين فقط. الخطوة التالية ستأتي مع تزايد الأصول الرقمية، ورقمنة السوق، والتوكنيزاشن، مما سيجلب فوائد كبيرة للشفافية وإدارة المخاطر.»
لقد استعرضت الفيديو الأصلي للمقابلة بدقة، واختصرت الأفكار الأساسية على النحو التالي:
قال آتكينز إن سوق رأس المال الأمريكية تدخل عصرًا جديدًا من الأصول الرقمية ورقمنة السوق، وأن التوكنيزاشن والتسوية على السلسلة سيكونان عنصرين أساسيين، وأنهما التوجه نحو تحديث السوق التقليدي.
ذكر أن:
أطلق رأيًا مثيرًا: أن التحول نحو التوكنيزاشن في سوق رأس المال قد يكون «أسرع مما يظن الجميع»، وربما خلال بضع سنوات فقط. فوسائل الإعلام المختلفة فسرت ذلك على أنه: من المتوقع أن تكون السوق المالية الأمريكية خلال العامين المقبلين قد تحولت بشكل كامل إلى السلسلة.
أدرج آتكينز التوكنيزاشن ضمن استراتيجية SEC العالمية:
ذكر أن:
لكن، إذا وضعنا هذا المخطط الضخم تحت منظار التغيرات في النظام النقدي العالمي، وأسلوب اقتصاد الدين الأمريكي، والمنافسة الجيوسياسية، فسنكتشف نوايا استراتيجية أعمق وأعقد وأكثر إلحاحًا:
هذه خطة تهدف إلى إعادة تشكيل وتثبيت الهيمنة العالمية للدولار في عصر الرقمنة، وتثبيت استدامة النموذج الاقتصادي الأمريكي.
أولاً: «النجاة الرقمية» للعالم في إطار العولمة للدولار: من عملة تسوية التجارة إلى حامل القيمة الرقمية
أعمدة النظام الدولار التقليدي بدأت في التهتك. وفقًا لصندوق النقد الدولي، انخفضت حصة الدولار في الاحتياط الأجنبي الرسمي العالمي من أكثر من 70% في بداية القرن، إلى حوالي 58% في الربع الأخير من 2023. ورغم أنه لا يزال العملة السائدة، إلا أن الاتجاه طويل الأمد نحو الانخفاض واضح، ويعكس تراكم جهود تخلّص العالم من الدولار، ونشوء نظام متعدد العملات.
وفي الوقت ذاته، نظام رقمي قائم على البلوك تشين يقوده القطاع الخاص يسرع بشكل جنوني. وفقًا لمؤسسات مثل CoinMarketCap، فإن العملات المستقرة المدعومة بالدولار مثل USDT (تيرادار) و USDC تتجاوز قيمتها السوقية 150 مليار دولار، وتمثل أكثر من 99% من سوق العملات المستقرة. العملات المستقرة الأخرى، كالعملات الأوروبية والين الياباني، تكاد تتلاشى أمام ذلك النجاح.
الرؤية الأساسية الأولى: نجاح العملات المستقرة هو في الأساس إنشاء طريق سريع عالمي لـ«الدولار الرقمي» يعمل 24 ساعة يوميًا، خارج النظام البنكي التقليدي وشبكة سويفت. فهي تُمكن الدولار من التوغل بشكل أكثر كفاءة وشمولية في التجارة العالمية، والتحويلات، والاقتصاد الرقمي. مع تراجع حصة «الدولار الرسمي» في صناديق صندوق النقد، فإن حصة «الدولار على السلسلة» تتزايد بشكل أسي. إن ترحيل الأصول بالكامل إلى السلسلة يعني تحويل جميع الأصول المقومة بالدولار، مثل الأسهم الأمريكية، والسندات، والعقارات، إلى تلك الطريق السريع، بهدف تحويل وظيفة الدولار العالمية من «عملة تسوية تجارية» إلى «مخزن للقيمة الرقمية وأصل استثماري لا يمكن زحزحته»، مما يوقف تراجع مكانته التقليدية في تلك المجالات.
ثانياً: «الطريق الرقمية لسندات الخزانة الأمريكية»: من احتياطي الدولة إلى ملكية عامة (عالمية)
يعتمد اقتصاد أمريكا على دورة «عجز تجاري يصدر الدولار، وفائض رأس مال يعيده لشراء سندات الخزانة الأمريكية». لكن، استمرار هذا الدور يعتمد على الطلب اللامحدود على سندات الخزانة الأمريكية. الآن، تتوقف كبار البنوك المركزية وصناديق الثروة السيادية عن زيادة حيازتها للسندات، وتظهر فجوة في من يشترونها.
وفي هذا السياق، ظهرت شركات التوكنيزاشن مثل Tether كقوة صاعدة. كشركة ملزمة بتوفير احتياط كامل، توزع غالبية أموالها على سندات الخزانة الأمريكية قصيرة الأجل. وفقًا لتقاريرها التدقيقية، بحلول نهاية 2023، امتلكت Tether أكثر من 80 مليار دولار من سندات الخزانة الأمريكية. وإذا اعتبرناها ككيان اقتصادي سيادي، فهي الآن رابع أكبر مالك للسندات الأمريكية على مستوى العالم، متقدمة على العديد من الدول.
الرؤية الأساسية الثانية: العملات المستقرة ليست مجرد دولارات رقمية، بل هي قناة توزيع «مُفصلَة» و«عالمية» لسندات الخزانة الأمريكية. فكل شخص في الأرجنتين، نيجيريا، أو جنوب شرق آسيا يحمل USDT، يساهم بشكل غير مباشر في تمويل سندات الخزانة الأمريكية. إن ترحيل الأصول بالكامل إلى السلسلة هو توسيع هذا النموذج من مجرد «عملات مستقرة نقدية» إلى جميع فئات الأصول. في المستقبل، يمكن لمستثمر فردي في فيتنام أن يشتري ويبيع عبر البلوك تشين أسهم شركة آبل، أو وحدات صندوق ETF للسندات الأمريكية، أو حقوق عوائد العقارات التجارية، على شكل توكنات مُجزأة. هذا يشبه بناء «أنبوب رقمي» يربط فائض رأس المال الأمريكي مع الطبقة الوسطى والمستثمرين الأفراد حول العالم، ويوسع بشكل كبير قاعدة المشترين للسندات والأصول بالدولار، ويمد الحكومة الأمريكية بمصدر تمويل جديد ومتواصل لعجز ميزانيتها وديونها.
ثالثاً: «الرقمية النهائية للخصومات الرأسمالية»: الطريق السريع لتحقيق فائض رأس المال
تقوم أسس الدولة الأمريكية على تحويل المدخرات العالمية إلى استثمارات في ديونها وأصولها عبر نظام مالي وقانوني، للحفاظ على أدنى معدلات فائدة، وارتفاع الاستهلاك، والريادة في الاستثمار التكنولوجي.
الرؤية الأساسية الثالثة: ترحيل الأصول الأمريكية بشكل كامل إلى السلسلة هو الثورة الرقمية النهائية لهذا «النهب».
الخلاصة: ثورة هادئة في النظام المالي
لذا، فإن تصريحات بول آتكينز ليست مجرد توقع تقني، بل إعلان عن استراتيجية، تكشف عن وعي ورده فعل جريئة من النخبة المالية الأمريكية أمام ضغط الديون الداخلية، وتنافس العملات الخارجية.