ساعد ChatGPT في كشف عملية احتيال عملات رقمية من نوع "تربية الخنازير" بقيمة مليون دولار

اعتقدت أرملة في سان خوسيه أنها وجدت علاقة عاطفية جديدة عبر الإنترنت، لكنها انتهت بخسارة ما يقارب مليون دولار أمريكي في عملية احتيال كريبتو من نوع “تسمين الخنزير” (pig-butchering) — ولم تدرك الحقيقة إلا بعد أن سألت ChatGPT عما إذا كان هذا الاستثمار منطقيًا أم لا.

وبحسب قناة ABC7 News، فقدت السيدة جميع مدخرات تقاعدها، مما جعلها معرضة لخطر فقدان منزلها.

المرأة، وتدعى مارغريت لوك، تعرفت على رجل يدعى نفسه “إد” على فيسبوك في مايو من العام الماضي. انتقلت المحادثة بسرعة إلى واتساب، حيث ادعى “إد” أنه رجل أعمال ثري وكان يرسل لها رسائل محبة يوميًا ويشجعها على البوح بمشاعرها.

من علاقة عاطفية على الإنترنت إلى فخ استثماري

تعمقت العلاقة يوماً بعد يوم، ولم تتوقف رسائل الاهتمام اليومية أبدًا.

“كان لطيفًا جدًا معي، كل صباح يحييني”، قالت لوك لـ ABC7. “كل يوم يرسل لي ‘صباح الخير’ ويقول إنه معجب بي.”

ثم تحولت المحادثة إلى الاستثمار في العملات الرقمية. رغم عدم خبرتها في التداول، قام “إد” بإرشاد لوك لتحويل أموال إلى حساب إلكتروني يسيطر عليه هو.

كما أرسل “إد” صورًا لشاشة تطبيق يظهر أنها “حققت أرباحًا كبيرة خلال ثوانٍ” — وهي حيلة معتادة في عمليات احتيال تسمين الخنزير، حيث تُستخدم نتائج مزيفة لإقناع الضحية بأن أموالها تحقق أرباحًا.

تسمين الخنزير هو نمط احتيال يبني فيه المحتال علاقة مع الضحية لأسابيع أو شهور، ثم يدفعها تدريجيًا إلى الاستثمار في منصات وهمية للاستيلاء على كامل أصولها.

وبحسب Meta، فقد تم حذف أكثر من 6.8 مليون حساب واتساب هذا العام وحده مرتبط بعصابات إجرامية في جنوب شرق آسيا (وخاصة في كمبوديا وميانمار والفلبين)، وهي مجموعات تستهدف المستخدمين للاحتيال عليهم عبر سيناريوهات عاطفية واستثمارية في العملات الرقمية.

ما يقارب مليون دولار انتقلت مباشرة إلى يد المحتال

وبحسب لوك، بدأت بتحويل 15,000 دولار أمريكي. ثم ارتفع المبلغ إلى أكثر من 490,000 دولار من حساب تقاعدي (IRA).

وأخيراً، اقترضت 300,000 دولار إضافية من خلال رهن منزلها واستمرت في التحويل — ليصل المجموع إلى ما يقارب مليون دولار وقعت في يد المحتال.

ChatGPT يكشف عملية الاحتيال

عندما تم “تجميد” حساب كريبتو الخاص بها فجأة، طلب منها “إد” دفع مليون دولار أخرى لـ"فتح الحساب". وفي حالة من الذعر، سألت لوك ChatGPT من OpenAI ووصفت له الموقف.

“قال لي ChatGPT: لا، هذا احتيال. يجب عليكِ الذهاب إلى مركز الشرطة”، بحسب روايتها.

وبعد التحذير، واجهت “إد” وأبلغت الشرطة على الفور.

أكدت الجهات الأمنية أن الأموال تم تحويلها إلى بنك في ماليزيا حيث تم سحبها بالكامل.

“لماذا كنت بهذا الغباء؟ تركته يخدعني!” قالت لوك. “أنا فعلاً محطمة للغاية.”

تزايد عمليات الاحتيال وصعوبة استرجاع الأموال

تظهر قضية لوك اتجاهًا متزايدًا في استخدام الضحايا لـ ChatGPT للتحقق من صفقات مشبوهة.

في الأسبوع الماضي، قال خبير تكنولوجيا معلومات من دلهي إنه أنشأ موقعًا إلكترونيًا لتتبع موقع وصورة أحد المحتالين بعد أن تلقى تحذيرًا من ChatGPT.

وبحسب مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، فقد خسر كبار السن الأمريكيون 9.3 مليار دولار في عمليات احتيال عبر الإنترنت خلال عام 2024. معظم هذه الأنشطة مصدرها أوروبا أو مجمعات إجرامية في جنوب شرق آسيا.

ومؤخرًا فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على 19 كيانًا في ميانمار وكمبوديا متورطة في هذه الشبكات.

وتحذر جهات مثل FTC وSEC من أن أي نوع من “الاستشارات الكريبتو” التي تبدأ من علاقة عبر الإنترنت هو علامة واضحة على عملية احتيال.

قضية لوك تنطبق تمامًا على هذا النمط، مع تصاعد الضغط عليها لتحويل المزيد من الأموال.

وتحذر الجهات التنظيمية الفيدرالية من أن استرجاع الأموال من عصابات تسمين الخنزير التي تعمل بالخارج يكاد يكون مستحيلاً، مما يصعب على الضحايا تعويض خسائرهم.

فونغ تيان