الصين والولايات المتحدة تستأنفان المحادثات لتخفيف التوترات التجارية

عقد المسؤولون رفيعو المستوى من أمريكا والصين اجتماعًا تاريخيًا في العاصمة كوالالمبور (ماليزيا) يوم السبت، بهدف تخفيف التوترات التجارية المتصاعدة ووضع الأسس للاجتماع المباشر بين القائدين الأسبوع المقبل.

شارك في المناقشة وزير المالية الأمريكية سكوت بيسنت وممثل التجارة جيمي سون غرير، ومن الجانب الصيني كان نائب رئيس الوزراء ها ليب فونغ (هي ليفينغ) مع المفاوض التجاري لي تشينغ قانغ (لي تشينغ قانغ). تم عقد الاجتماع في برج ميرديكا 118 - وهو ثاني أطول مبنى في العالم، رمز لطموح آسيا في ظل تنافس عالمي متزايد.

سياق التوتر المتصاعد

تجري المناقشة في سياق حساس للغاية. في وقت سابق، هدد الرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم تصل إلى 100% على السلع الصينية اعتبارًا من 1/11، بعد أن قررت بكين تشديد صادرات المغناطيس والمعادن النادرة - وهي مواد استراتيجية للعديد من الصناعات الحيوية على مستوى العالم.

التوتر المتصاعد يهدد بخرق الاتفاق المؤقت الذي حافظ عليه بيسنت، غرير وهان لاب فونغ على مدى أربعة جولات من المفاوضات منذ مايو. واشنطن مؤخرًا تواصل تصعيد جبهة التجارة من خلال توسيع القائمة السوداء، مضيفةً آلاف الشركات الصينية المحظورة من شراء المنتجات الأمريكية. ردًا على ذلك، أعلنت بكين أنها ستقيد صادراتها من المعادن النادرة إلى جميع أنحاء العالم اعتبارًا من 10/10.

تظل حكومة ماليزيا مع وفدي أمريكا والصين محتفظة بمحتوى المناقشات، ولا يزال غير واضح حتى الآن ما إذا كانوا سيعلنون عن أي نتائج محددة للصحافة أم لا.

التحضير للاجتماع رفيع المستوى

هدف المسؤولين هو تمهيد الطريق للقاء بين الرئيس دونالد ترامب ورئيس القيادة، شي جين بينغ، المقرر أن يحدث يوم الخميس المقبل على هامش قمة الاقتصاد في كوريا الجنوبية - حيث سيتجمع قادة منطقة المحيط الهادئ.

من المتوقع أن تدور المحادثة بين القائدين حول إمكانية تعليق الضرائب الجديدة، وتخفيف القيود على التكنولوجيا، بالإضافة إلى تعزيز الصين لاستئناف استيراد فول الصويا من أمريكا.

قبل بدء المحادثات في كوالالمبور، غادر ترامب واشنطن لبدء جولته في آسيا. وفي تصريحات للصحافة قبل ساعة المغادرة، كشف عن بعض الموضوعات الرئيسية التي سيتم مناقشتها مع شي، بما في ذلك “الأثر على المزارعين الأمريكيين نتيجة توقف الصين عن شراء فول الصويا”.

قال رئيس أمريكا أيضًا إن قضية تايوان - الجزيرة ذات الحكم الذاتي التي تدعي بكين السيادة عليها - سيتم تناولها في الاجتماع، لكنه أكد “لا توجد خطة لزيارة تايوان”.

الجهود لمنع إعادة اندلاع الحرب التجارية

تسعى أكبر اقتصادين في العالم لتجنب تصعيد الحرب التجارية مرة أخرى إلى ذروتها.

عندما التقى بيسينت وغرير لأول مرة بالشركاء الصينيين في جنيف في مايو، توصل الجانبان إلى اتفاق “توقف مؤقت لمدة 90 يومًا”. ساعد هذا الاتفاق أمريكا في خفض الضرائب إلى حوالي 55%، والصين إلى 30%، بينما أعاد تدفق إمدادات المغناطيسات النادرة - وهو مادة استراتيجية. بعد ذلك، استمر الجانبان في تمديد الاتفاق في الاجتماعات في لندن وستوكهولم، مع انتهاء المهلة في 10/11.

ومع ذلك، في نهاية سبتمبر، بدأت الوضعية تتصدع. وزارة التجارة الأمريكية توسعت في القوانين، وأدخلت تلقائيًا في القائمة السوداء كل الشركات التي تمتلك أكثر من 50% من الأسهم مملوكة لشركات تم حظرها سابقًا. هذه الخطوة منعت آلاف الشركات الصينية الجديدة من الوصول إلى السلع الأمريكية.

رداً على ذلك، أصدرت بكين لوائح جديدة للسيطرة على تصدير المعادن النادرة في 10/10، بهدف منع استخدام هذه المواد في المجال الدفاعي.

وصف السيد بيسنت وجرير خطوات الصين بأنها “جهود للسيطرة على سلسلة التوريد العالمية”، مؤكدين أن أمريكا وحلفائها لن يقبلوا بهذه القيود. وفقًا لبعض المصادر، فإن إدارة ترامب تفكر في تشديد القيود على الصادرات إلى الصين، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر المحمولة والمحركات النفاثة.

استمرت واشنطن في زيادة الضغط يوم الجمعة عندما افتتح وزارة التجارة الأمريكية تحقيقًا جديدًا، للتحقق مما إذا كانت الصين قد انتهكت الالتزامات الواردة في اتفاقية التجارة “المرحلة الأولى” لعام 2020 - الاتفاقية التي ساعدت في إنهاء الحرب التجارية خلال ولاية ترامب الأولى.

SN \ _Nour