مذكرات المتداول: كيف ربحت 100% باستخدام أسلوب سوروس؟

المؤلف: ليو

ترجمة: لوفي، أخبار فورايت

فن المضاربة يمكن تلخيصه في نقطتين: كم يمكن أن تكسب عندما تكون محقاً، وكم يمكن أن تخسر عندما تكون مخطئاً. سيتذكر الجميع تلك الصفقات التي كانوا واثقين أنها ستنجح بشكل كبير، ويتساءلون لماذا كانت مراكزهم بهذه الخفة؛ وبالمثل، سيتذكرون تلك الصفقات المترددة، ويتساءلون لماذا كانوا يضيفون إلى مراكزهم الخاسرة باستمرار.

إدارة المراكز هي واحدة من أصعب المهارات التي يمكن إتقانها، لكن تحسين هذه القدرة هو أكثر وسائل الرفع فعالية. جميع المتداولين المتميزين يستكشفون باستمرار كيفية تحسينها، لأنه بمجرد حدوث خطأ في التقدير، يمكن أن تكون العواقب وخيمة. على الرغم من أنني أفتقر إلى الكثير في التنفيذ، إلا أن إدارة المراكز هي واحدة من أفضل الأشياء التي قمت بها في مسيرتي المهنية، حيث تعوض عن العديد من الأخطاء الأخرى التي ارتكبتها.

واحدة من قصصي المفضلة هي قصة ستانلي دروكينميلر وجورج سوروس التي تتحدث عن "زيادة الجرأة في الفرص غير المتكافئة"، وهما من أبرز مديري الصناديق.

في عام 1992، شغل دريكفيلر منصب مدير المحفظة الرئيسي في صندوق كوانتم الخاص بسوروس. لاحظ دريكفيلر أن بنك إنجلترا كان يدعم الجنيه الإسترليني بشكل مصطنع، وكان مقتنعًا بأن هذا الدعم لن يستمر طويلاً. وجد دريكفيلر سوروس وشرح له وجهة نظره.

"جورج، سأبيع الليلة 55 مليار دولار من الجنيه الإسترليني، وأشتري المارك الألماني، مما يعني أننا سنراهن 100% من أموال الصندوق على هذه الصفقة."

عندما كنت أتحدث، بدأ يعبس وجهه، كما لو كان يتساءل ما الذي يحدث مع هذا الطفل، شعرت أنه على وشك دحض حجتي، قال: «هذه هي أغبى طريقة لإدارة الأموال سمعتها على الإطلاق. ما تقوله هو رهان أحادي الجانب لا يمكن تصديقه.»

يجب أن نستثمر 200% من الأموال في هذه الصفقة بدلاً من 100%. هل تعرف كم مرة تحدث هذه الأمور؟ ربما كل 20 عامًا. ما الذي حدث لك بالضبط؟

نفذ دريكن ميلر هذه الصفقة بموضع مضاعف في النهاية، والتي أصبحت لاحقًا واحدة من أشهر الصفقات في التاريخ، محققًا أرباحًا يومية بقيمة مليار دولار. حتى أن سوروس حصل بسببها على لقب "مَن أسقط بنك إنجلترا".

أكثر صفقة ربحت منها حتى الآن كانت في نوفمبر 2024 عندما أعلنت Coinbase و Robinhood عن إدراج $PEPE، حيث قمت بعمليات تداول قصيرة. أثناء تنفيذ الصفقة، كان عقلي مليئًا بهذه القصة الأسطورية، أفكر في "إذا كان الأمر يتعلق بسوروس، كيف كان سيتصرف؟"

في ذلك اليوم حوالي الساعة 6 صباحًا، كنت جالسًا على المرحاض أستخدم هاتفي كما هو معتاد، أتحقق من رسائل المجموعة، أراقب تحديثات تويتر وأراقب الرسوم البيانية. في ذلك الوقت، كنت قد قمت بفتح صفقة شراء صغيرة لـ $PEPE، لأن الرسم البياني كان يبدو رائعًا، وحدسي دفعني للشراء، لكن المركز كان قد تكبد خسائر كبيرة، مما جعلني أشعر ببعض القلق.

أنا أركز بشدة على مخطط K لمدة دقيقة لتطبيق التداول، وفجأة رأيت شمعة خضراء ضخمة ترتفع من الأرض، واستعدت خسائري في لحظة. من الواضح أنني شعرت ببعض الحماس لكنني أيضًا كنت مرتبكًا للغاية، ثم تلقيت إشعارًا على تويتر: "PEPE تم إدراجه في Robinhood." لا زلت أشك فيما إذا كانت هذه أخبارًا صحيحة، لأنها كانت غير متوقعة للغاية، لذلك قمت بالتحقق من عدة مصادر في الدردشة الجماعية وعلى تويتر. عندما تأكدت من صحة الخبر، تم تفعيل مفتاح ما في ذهني، وأدركت أن هذه ستكون "صفقة لا تتكرر."

عندما تم إصدار أخبار Robinhood، ارتفعت سعره من 0.000012 دولار إلى 0.000016 دولار في瞬ة. كانت هذه الأخبار بارزة جدًا لأن Robinhood لم يدرج أي memecoin آخر منذ $DOGE و $SHIB. بالإضافة إلى ذلك، لم يكن هناك طرق شراء سهلة لـ PEPE في الولايات المتحدة، حيث كان الأمريكيون إما يشترونها على السلسلة أو من خلال بورصات غير معروفة. إدراجها في Robinhood فتح بوابة ضخمة لأموال المستثمرين الأفراد لـ PEPE، وسرعان ما فهم السوق ذلك.

خلفية إضافية: كان أعلى سعر تاريخي لـ $PEPE في ذلك الوقت هو 0.000017 دولار. واحدة من تداولاتي المفضلة هي突破 السعر التاريخي، وأدركت أن الأشخاص الذين يبيعون عند هذا المستوى لا يفهمون أهمية هذه الأخبار.

لقد اشتريت بمعدل السوق كمية تعادل 5 أضعاف المركز الحالي، واستخدمت تقريبًا ضعف الرافعة المالية بالكامل لمحفظتي (حجم المركز = ضعف قيمة المحفظة). نظرت إلى القيمة بالدولار على تطبيق التداول، وشعرت باضطراب في معدتي، لدرجة أنني لو كنت قد تناولت الإفطار، لربما تقيأت. لم أفكر أبدًا في استثمار هذا القدر من العملات البديلة، ناهيك عن عملات الميم، لكنني كنت هادئًا جدًا في داخلي، لأنني أعلم أن هذا هو الخيار الصحيح.

بعد حوالي ساعة من نشر أخبار Robinhood، أعلنت Coinbase أيضاً عن إدراج $PEPE، وارتفع السعر إلى أعلى مستوى تاريخي. في وقت لاحق من ذلك اليوم، قامت Upbit بإدراج $PEPE، مما دفع السعر إلى 0.0000255 دولار. لم أجرؤ حتى على النظر إلى تطبيق التداول، لأن تقلب الأرباح والخسائر كان كبيراً جداً، مما يؤثر على المزاج. في ذروته، حققت أرباحاً تقريباً بنسبة 100% في أقل من 12 ساعة. يمكن القول إن ذلك كان يوماً جنونياً. رغم أنني لم أغلق الصفقة عند أعلى نقطة، إلا أنني قمت بتأمين أرباح كبيرة، تجاوزت إجمالي الأرباح التي حققتها في الأشهر الماضية، مما يبرز قيمة تعديل المراكز في الفرص غير المتكافئة.

هذه هي قصص النجاح التي تعاني من مشاكل في المراكز، ولكن إذا لم نتحدث عن الجانب الآخر، فهذا يعتبر جريمة. وراء كل قصة نجاح كبيرة لرهانات مركزة، هناك عدد لا يحصى من الأشخاص الذين قاموا بمخاطرة كبيرة وانتهى بهم المطاف بالإفلاس. هذه هي بالضبط السبب في أن الاستثمار الصحيح أمر صعب للغاية: من الصعب إيجاد توازن بين الإيمان بنظريتك والمخاطرة الجريئة واحترام السوق.

أحيانًا تكون مليئًا بالثقة، وتراهن بكثافة، لكنك تخسر لعدة أيام، فتقرر إيقاف الخسائر والخروج. الغريب في الأمر، وكأن إله السوق يراقب مركزك، بعد أن تغلق مركزك، يتجه السوق على الفور في الاتجاه المعاكس، ويدور السعر تمامًا كما كنت تتوقع. وأحيانًا تختار الاستمرار، وبعد أسبوع تستيقظ لتجد أن محفظتك قد خسرت 50%. لا يمكن إنكار أن هذه مهارة يصعب إتقانها.

لقد مررت بتجارب فاشلة عديدة مع استثمارات كبيرة، لكن هناك شيء واحد جعلني أستمر، وهو إدارة المخاطر الصارمة للغاية. إذا لم تتوافق حركة السعر مع نظريتي، واستمرت الخسائر لفترة من الوقت، سأقوم بوقف الخسارة. بغض النظر عن مدى قناعتي، فإن السوق دائماً على حق.

لا تتعلق أبدًا بالصفقات الخاسرة، فهناك صفقات أفضل على الأبواب. ستظل هناك الكثير من الفرص وأفكار التداول التي تستحق الاستثمار الكبير، ولكن إذا خسرت جزءًا كبيرًا من محفظتي، فلن أتمكن من تخصيص ما يكفي من رأس المال لتنفيذ أفضل الفرص.

تجنب الخسائر الكبيرة بأي ثمن هو بالفعل المفهوم الأكثر أهمية في أي لعبة مخاطرة. ما تعنيه "الخسائر الكبيرة" بالنسبة لك هو أمر نسبي. خلال فترة بناء محافظ أصغر في وقت مبكر، كان علي تحمل مخاطر أكبر. كنت أسهل في وضع 10-15% من المحفظة في صفقات ذات ثقة عالية، لأن هذا هو طبيعة السوق الذي كنت فيه. كل شيء على السلسلة يفتقر بشكل كبير إلى السيولة ويتسم بالتقلب الشديد، لذلك كان يجب أن أقبل بتراجعات أكبر لكي تتحقق نظريتي. مع زيادة حجم المحفظة، تحسنت السيولة في الأسواق التي دخلت فيها قليلاً، ولم أعد قادرًا على تحمل هذه المخاطر الكبيرة. من المهم جدًا أن تحدد قدرتك على تحمل المخاطر، حتى تعرف بوضوح كم من الخسارة يمكنك تحمله في كل صفقة تقوم بها. لقد رأيت العديد من المتداولين الموهوبين والمدهشين يغادرون اللعبة بسبب خسارة ضخمة لا يمكن التعويض عنها.

هذا هو السبب في أن واحدة من استراتيجيات التداول المفضلة لدي هي الاختراق. أحب اختراق القمة لأنه نوع من التداول ذو مخاطرة واضحة، إما أن يحقق الربح أو يفشل بسرعة. على سبيل المثال، التوقيت الذي أتعامل فيه مع $PEPE هو عندما يكافح السعر عند أعلى مستوى له ولكنه يفشل في الاختراق، أو بعد الاختراق يعود مرة أخرى تحت ATH. في هاتين الحالتين، لدي نقاط خروج واضحة، لذا فإن القيام بعمليات شراء كبيرة عند هذا المستوى هو أمر معقول للغاية.

عند مراجعة مسيرتي التجارية حتى الآن، فإن جميع الزيادات الملحوظة في محفظتي تأتي من عوائد "المخاطرة الكبيرة". كل عام، تخلق بضع صفقات فقط معظم الأرباح. بخلاف ذلك، إنها حقًا لعبة بقاء. يجب أن تظل حادًا بما يكفي لتحديد تلك الصفقات التي يمكن أن تحقق عوائد ضخمة، ولكن يجب أيضًا أن تكون منضبطًا لتجنب خسارة كل شيء بسبب الأفكار التي تفتقر إلى الثقة، وتجنب مضاعفة الرهان على مراكز الخسارة.

في المرحلة التالية من رحلتي في الحياة، أحد المجالات الرئيسية التي أركز على تحسينها هو إدارة المراكز. أنا بارع في المضاربات الكبيرة، لكنني لست جيدًا في الاحتفاظ بالمراكز في ظل وجود أرباح غير محققة. هذه هي حدود الوعي الخاص بي بإدارة المخاطر، ولكن إذا كنت أستطيع تطبيق نظريتي بشكل أكثر تكرارًا، بدلاً من القيام بعمليات متكررة، فسأحقق المزيد.