مؤخرًا واجهت العديد من المستثمرين المبتدئين يسألون نفس السؤال: "أنا واضح أني شايف الاتجاه بشكل صحيح، ليه ما بربحش فلوس؟"

هذا السؤال سمعتُه مرات كثيرة جدًا. أتذكر قبل فترة صديق لي استشارني، حسابه فيه 1.5 مليون دولار، قدرته على اختيار العملات جيدة جدًا، وتوقعاته للاتجاهات صحيحة جدًا، ومع ذلك دائمًا يخسر في مكان واحد — الإيقاع كله بيتلخبط.

السوق يرتفع بنسبة 5% فقط، وهو يبدأ يخاف من التصحيح، ويبيع بسرعة قبل الأوان. والنتيجة؟ الموجة الصاعدة الأساسية كانت على وشك الانطلاق، وهو نزل من السوق. ثم يشاهد سعر العملة يرتفع بشكل جنوني، وذاك الشعور بالندم، صدقني، كثير من الناس ذاقوه.

في ذلك الوقت قلت له: "في عالم العملات الرقمية، الربح مش بالصدفة، وإنما بتنظيم حجم المركز بشكل منظم." هو تبنى هذا النهج في تعديل استراتيجيته، ونتيجة لذلك، حسابه زاد من 1.5 مليون إلى 12 مليون، وما خسر مرة واحدة خلال العملية، كله كان وفق خطة منطقية منظمة.

فالسؤال هو: فين المشكلة بالضبط؟ مش إنك شايف السوق بشكل سيء، المشكلة إنك ضيعت الإيقاع.

الكثيرين يقعوا في فخ: يعتقدون إنهم لازم يتوقعوا المستقبل بدقة عشان يحققوا أرباح كبيرة في السوق الرقمي. ده وهم كامل. من خلال ملاحظتي، أغلب اللي بيخسروا مش إنهم شايفين السوق غلط، لكن إنهم مش قادرين يحولوا "رؤيتهم الصحيحة" إلى أرباح حقيقية.

السوق الرقمي مختلف تمامًا عن الأسواق المالية التقليدية. هو بيشتغل 24 ساعة، وتقلباته مخيفة جدًا، ومتأثر بالأخبار، وتدفقات الأموال، ومشاعر السوق. حتى لو كانت توقعاتك صحيحة، لو دخلت في الوقت الغلط، أو اتغيرت حالتك النفسية، هتخسر برضه.

أكثر المشاكل المتعلقة بالإيقاع هي الأنواع دي: تبيع بعد ارتفاع بسيط، وتخاف لما ينزل؛ تتداول لما يكون عندك وقت فاضي، وتلاحق كل حركة؛ أو تستخدم الرافعة المالية وتفكر إنك هتثري في ليلة واحدة. كل العمليات دي في النهاية بتؤدي لنفس النتيجة: شايف الاتجاه صح، لكن رأس مالك بيضيع.