أيها المتداولون، المستثمرون، صباح الخير!

في فجر اليوم، قام الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة، ويقدر أن الكثير منكم لم ينم ليتابع السوق، أليس كذلك؟ هذا الأمر له تأثير مثير للاهتمام على سوق العملات الرقمية، وأود أن أشارككم رأيي، والخلاصة في جملة واحدة: البنك المركزي أعطى حلوى، لكنه أخبرك مسبقًا أنه قد يتعين عليك تناول فترة من الدواء المر بعد ذلك.

أولًا، ما هي الحلوى؟ هي هديتان حقيقيتان:

1. خفض الفائدة: انخفاض معدل الفائدة، وتخفيض نطاق الهدف بمقدار 25 نقطة أساس إلى بين 3.5% و3.75%. الكل توقع ذلك، وهو أمر روتيني.
2. ضخ الأموال مباشرة: وهذا كان مفاجأة بعض الشيء! أعلن الاحتياطي الفيدرالي أنه سيبدأ من هذا الشهر بشراء سندات حكومية بقيمة 400 مليار دولار شهريًا. هذا يعادل طباعة نقود مباشرة في النظام المالي، مما يجعل السوق لا يعاني من نقص في السيولة على المدى القصير. لذا، عندما أُعلن الخبر، ارتد السوق الأمريكي والأسهم الرقمية (بتكوين) قليلاً، فهذا هو تأثير "الحلوى" الذي حفز السوق.

أما الدواء المر فما هو؟
بعد أن تستمتع بالمرح، عليك أن تستمع بتمعن إلى "الجانب الآخر" من كلام الاحتياطي الفيدرالي. تظهر أحدث مخططات النقاط (dot plot) في ديسمبر أنهم يخططون لعدم خفض الفائدة تقريبًا طوال عام 2026. ماذا يعني ذلك؟ يعني أن: يا إخوان، سنعطيكم بعض الحلاوة على المدى القصير، لكن لا تتوقعوا أن ينخفض سعر الفائدة بشكل كبير خلال العامين القادمين، فتكلفة الاقتراض ستظل مرتفعة، وهذا القيد سوف يظل قائمًا لفترة طويلة.
أيضًا، خطة ضخ الأموال أوضحوا أنها ليست مثل التدفقات الضخمة في 2008، إنما إجراء تقني مؤقت لحل مشكلة "ضيق السيولة" بين البنوك، وسيتم إيقافه في وقت ما من العام القادم.

إذن، ماذا يعني هذا بالنسبة لنا كمستثمرين في العملات المشفرة؟ وكيف ينبغي أن نرى ونتصرف؟

1. المدى القصير (أسابيع قادمة): لا تتهور، يمكنك أن تتبع "الحلوى"، لكن بسرعة.

· الحالة النفسية للسوق جيدة: لا يعاني السوق من نقص في السيولة على المدى القصير، وسيعود جو المخاطرة إلى الانتعاش، ومن المحتمل أن تتبع البيتكوين والعملات الرئيسية ارتفاعًا مؤقتًا.
· لكن احذر من "انتهاء الأخبار الجيدة": لأن خفض الفائدة كان متوقعًا، والحلوى أُعطيت بالفعل في الفم. فالتعافي قد يكون مؤقتًا، وليس تحولًا طويل الأمد في الاتجاه. إذا لم تستطع البيتكوين أن تثبت فوق 90000 دولار، فهذا يدل على أن قوى السوق الصاعدة ليست حاسمة.
· من ناحية العمليات: إذا كانت لديك مراكز حالياً، فهذه الارتفاعات فرصة لتحسين مراكزك، وجني أرباح جزء من الأرباح. وإذا كنت تتبع استراتيجيات البيع القصير، فليكن حجم مراكزك صغيرًا وسريعًا في الدخول والخروج، اعتبرها مجرد فرصة للمشاعر قصيرة الأمد، ولا تعتبرها بداية سوق صاعدة ضخمة وتضع كل أموالك فيها.

2. المدى المتوسط والطويل (شهور إلى سنة أو أكثر): كن صبورًا وخفف من التوقعات.

· "حبوب الفائدة العالية" ستتم هضمها تدريجيًا: في النهاية، السوق سيتفاعل، ولن تعود أسعار الفائدة المنخفضة بسرعة. هذا سيضغط على جميع الأصول عالية المخاطر (مثل الأسهم والعملات الرقمية) ويحد من سقف ارتفاعها. قد تكون المعدلات أقل جنونًا، وسيكون السوق أكثر تقلبًا.
· سرد العملات الرقمية سيتقسم: من الصعب أن نشهد سوقًا صاعدة عامة، وستكون السيولة أكثر انتقائية. العملات مثل البيتكوين التي تدعمها "ذهب رقمي" وصناديق ETF ذات تمويل كبير، ستكون أكثر مقاومة للتراجع والأكثر جذبًا. أما العملات الصغيرة، فإذا اعتمدت فقط على المضاربة بالسيولة، فستواجه ضغوطًا كبيرة لاحقًا.
· من ناحية العمليات: قم بتبطئة وتيرة استثماراتك. لا تتوقع أن تصل إلى القمة من خطوة واحدة. ركز على استثمار ثابت في أصول أساسية مثل البيتكوين والإيثيريوم، واستغل تقلبات السوق للشراء على مراحل. أما العملات البديلة (الـ"شيت كوين")، فانتظر حتى تتضح الاتجاهات بشكل كبير، ويجب أن تكون مراكزك خفيفة جدًا.

ملخص:
هذه الخطوة من الاحتياطي الفيدرالي هي "صفعة على الوجه، مع إعطاء حلوى". الحلوى (ضخ النقود) ستجعل السوق يفرح قليلًا، ويمكننا أن نستغل ذلك في التحرك، لكن الصفعة (ارتفاع الفائدة طويل الأمد) قد تكون مرفوعة بالفعل، ولم يتم توجيهها بعد.

لذا، استراتيجيتنا يجب أن تكون "ذكية ومجزأة":

- على المدى القصير، يمكن أن نكون متفائلين قليلًا، ونلعب مع الموجة؛
- أما على المدى المتوسط والطويل، فلابد أن نكون ثابتين، ومستعدين لمواجهة بيئة أكثر تعقيدًا، حيث الأموال ستكون "أغلى".

لا تدع الارتفاعات اللحظية تشتت انتباهك، تذكر دائمًا أن "الدواء" لا يزال في الطريق، فابقَ هادئًا، واحمِ رأس مالك، وعندما تتضح الاتجاهات بشكل أكبر، يمكنك حينها مضاعفة الجهد.