العبقري نسيم نيقولا طاليب (@nntaleb) قال عبارة:

"النظام الخطر حقاً هو النظام الذي يبدو في معظم الوقت مستقراً للغاية. الاستقرار الظاهري هو في الحقيقة شراء كارثة مستقبلية على الحساب."

عناصر النظام الهش النموذجية—الطبقة المتوسطة في شرق آسيا (بما فيها اليابان)، كثير من الشركات، وحتى بعض الدول وقعوا في نفس الفخ.

1. الرافعة المالية العالية + التكاليف الثابتة العالية
بمجرد انقطاع التدفق النقدي، يكون الأمر مميتاً.
• ديون طويلة الأجل بكميات ضخمة: قروض عقارية، قروض سيارات، ديون شركات مرتفعة، منصات تمويل محلية، إلخ.
• مصاريف شهرية كبيرة وثابتة: أقساط المنازل، عقود الإيجار، الرواتب، الفوائد، التعليم، التأمين الصحي، إلخ.
• في الأوقات الجيدة، تبدو الرافعة وكأنها تضاعف العوائد؛
• في الأوقات السيئة: مجرد انخفاض الدخل يجعل النظام على شفير الانهيار فوراً.

2. الاعتماد على نقطة واحدة: نقطة فشل مفردة
• الاعتماد فقط على:
• مصدر دخل واحد (راتب الوظيفة؛ عميل كبير واحد)
• تقنية/منصة أساسية (مثال: الاعتماد الزائد على مورد أو منصة واحدة)
• نافذة جغرافية/سياسية (الاعتماد على الدعم الحكومي بشكل مفرط)
• إذا فقدت هذه النقطة:
• الأسرة: البطالة → انعدام الدخل → ضغط الديون يصل للذروة
• الشركة: فقدان العميل الرئيسي → تجف التدفقات النقدية
• المدينة/الدولة: انهيار قطاع واحد فقط → اضطراب شامل
كل البيض في سلة واحدة

3. عدم وجود فائض أو هامش أمان: كل شيء "بالكاد يكفي"
سعي مفرط للكفاءة على حساب الأمان.
• الأسرة: مدخرات بالكاد تكفي بضعة أشهر، أو حتى تنفد شهرياً؛
• الشركة: إدارة شديدة النحافة، تقليص حتى تبقى فقط النواة الأساسية من الموظفين، ولا أحد يمكنه التعويض؛
• النظام الاجتماعي: المستشفيات، الطاقة، شبكة الكهرباء، احتياطي الغذاء—كلها على الحد الأدنى الكافي.
الفائض يُعتبر في النظام الهش "هدر"، و"غير اقتصادي".
حتى دوجكوين (DOGE) اللي اخترعها ماسك، نفس الفكرة.
رأي طاليب بسيط:
في عالم الذيل السمين، عدم وجود فائض يعني انتظار الكارثة عندما تقع الأحداث النادرة.

4. قمع كل التقلبات، والسعي للسطحية الهادئة:
يتم منع الاهتزازات الصغيرة ومنخفضة التكرار، فيتم استبدالها بكوارث كبيرة وعالية التكرار.
• النظام المالي: البنوك المركزية والهيئات التنظيمية تتدخل باستمرار لإنقاذ السوق ومنع التصحيح الطبيعي
• إدارة المؤسسات: لا يُسمح بالأخطاء الصغيرة أو التجارب أو الإخفاقات البسيطة، كل شيء يجب أن يسير حسب الخطة
• التربية الأسرية: لا يُسمح للأطفال بخوض تجارب أو ارتكاب أخطاء أو أخذ سنة فاصلة أو تغيير التخصص.
على المدى القصير:
• المؤشرات تبدو جميلة، الرسوم البيانية ناعمة، الجميع مطمئن.
على المدى الطويل:
• كل المخاطر الصغيرة التي كان يجب أن تظهر مبكراً، تم قمعها لتتراكم في الذيل،
وفي النهاية تظهر دفعة واحدة بشكل كارثي.
إذا منعت الزلازل الصغيرة،
غالباً ستنتظر الزلزال الكبير.

5. خيار سلبي: الهبوط غير محدود، الصعود محدود
هيكل النظام الهش غالباً كالتالي:
• في الأوقات الجيدة:
• الأرباح تُوزع على عدة أطراف (ضرائب، فوائد، مصاريف ثابتة، توزيعات أرباح للمساهمين...)
• ما يبقى لك فعلياً قليل جداً؛
• في الأوقات السيئة:
• تتحمل الخسائر وحدك:
• الطرد من العمل يبدأ بك؛
• انخفاض أسعار العقارات أنت تتحمله؛
• إفلاس الشركة يعني انقطاع دخلك.

أي أن:

الصعود: مكاسبك محدودة،
الهبوط: خسائرك مفتوحة.

أمثلة نموذجية:
• الموظف: حتى لو زاد راتبك، الزيادة محدودة، لكن البطالة تعني فقدان كل شيء فوراً؛
• شراء منزل برافعة عالية: إذا ارتفعت قيمته 30% قد لا تستفيد نقدياً؛ إذا انخفض 30% تتحمل أنت القسط وربما تصبح الأصول سالبة.

هيكلية المكافآت حيث الخسارة أكبر من الربح، هي بالضبط ما يسميه طاليب "هشاشة".

أخيراً:
تسألني لماذا صرت مهتماً فجأة بطاليب؟
الجواب أنه جعل أرباحي اليومية تزيد 13 ضعفاً! 🤪🤪