قبل ثلاثة أشهر، كان أحد الأصدقاء على وشك أن يُدمّر السوق حسابه.

خسر من 200 ألف إلى أدنى مستوى، وبدا وكأنه باذنجان مجفف. كل مرة يفتح فيها برنامج التداول، يتسارع نبض قلبه، وعندما يرى الأعمدة الحمراء والخضراء، يرد تلقائيًا بإغلاق التطبيق.

في ذلك الوقت، أرسل لي رسالة: "ما في أمل، هالدوامة مش مناسبة لي."

فرديت عليه: "لا تستعجل في الاستسلام، جرب طريقة مختلفة."

ما غمرته بكلام تحفيزي، بل شاركته بخمسة استراتيجيات مستخلصة من تجاربي العملية، ونتائجها. النتيجة خلال أقل من ثلاثة أشهر، أن هذا الشخص لم يستعد فقط ما خسره، بل تجاوز حسابه لأول مرة حاجز المليون.

**الاستراتيجية الأولى: التجربة الصغيرة، والتأكد قبل استثمار كبير**
عندما يكون السوق غامضًا، استخدم 10%-15% من رأس المال لتجربة الوضع. لا تضع كل أموالك دفعة واحدة، دع الصفقة تتنفس قليلاً.
عندما يتضح الاتجاه، استخدم الأرباح لزيادة حجم الصفقة، بدلًا من المخاطرة برأس مالك. بهذه الطريقة، تكون أكثر أمانًا، ولن تفوت فرصة السوق الصاعدة.

**الاستراتيجية الثانية: وقف الخسارة فورًا، ولا تتردد**
عندما تصل الخسارة إلى 3%، أغلق الصفقة مباشرة، بدون تردد.
الخسارة الصغيرة تحفظ رأس مالك، والمقاومة الطويلة لن تؤدي إلا إلى تعميق الخسائر.
وأغلى شيء في السوق ليس الرسوم، بل كلمة "انتظر شوي".

**الاستراتيجية الثالثة: تراكم الأرباح، وترك رأس المال في الخلف**
حافظ على رأس مالك ثابتًا، واستثمر الأرباح في صفقات جديدة.
كلما ربحت، اجعل المال يعمل من جديد. وإذا خسرت، فهي أموال السوق، وليس أموالك الخاصة، وابقَ على خطك الثابت.

**الاستراتيجية الرابعة: ركز على الصعود الرئيسي، وتعلم التوقف عند التذبذب**
عندما يكون السوق غير متحرك، لا تتعب نفسك بمحاولة التلاعب، وابقَ في وضعية الانتظار.
الخبير الحقيقي لا يراقب السوق طوال الوقت، بل يكون جاهزًا للاستفادة عندما ينطلق السوق.

**الاستراتيجية الخامسة: البيع على دفعات، واحتفظ بالأرباح في جيبك**
عندما يرتفع السعر، قسم عمليات البيع إلى ثلاث مراحل:
- ابيع 30% أولاً لضمان رأس المال.
- ثم 30% أخرى لتثبيت الأرباح.
- وأخيرًا، احتفظ بـ30% لمراقبة السوق.
بهذه الطريقة، مهما كانت تحركات السوق، تظل هادئًا ومتزنًا.

بهذه الخمس استراتيجيات، بدأ تدريجيًا يعيد حسابه إلى المسار الصحيح. الأسبوع الأول، كان يركز على التكيف، والأسبوع الثاني، بدأت الأرباح تتراكم، والأسبوع الثالث، عندما بدأ السوق في الانطلاق، انطلق بسرعة.

من خسارة 200 ألف إلى تحقيق أرقام قياسية، لم يكن الأمر صدفة، بل هو التوقيت والتنفيذ الصحيح.

في هذا المجال، من ينجو ويكسب، ليس هو من يتوقع القمة والقاع بشكل مستمر، بل هو من يتحكم في حجم مراكبه، ويحافظ على هدوءه، ويعرف كيف يلتقط الفرص في الوقت المناسب.