في مقابلة حديثة، أصدر محلل مالي بارز تحذيراً صارخاً بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي، متنبئاً بانخفاض كبير في السوق خلال الأشهر 6 إلى 12 المقبلة.



المحلل، المولود في أوائل الخمسينيات، هو كاتب معروف للنشرات المالية، اقتصادي، ومؤلف أمريكي. يُعرف على نطاق واسع بآرائه المخالفة للسائد حول الاقتصاد والأسواق المالية، وغالبًا ما يتنبأ بانخفاضات كبيرة وانهيارات في السوق. يركز عمله بشكل كبير على الاتجاهات السكانية وتأثيرها على الاقتصاد، وهو نظرية طورها تعرف باسم "نظرية موجة الإنفاق." تقترح هذه النظرية أن أنماط إنفاق المستهلكين، وخصوصًا تلك الخاصة بجيل طفرة المواليد، لها تأثيرات عميقة على ديناميات السوق والدورات الاقتصادية.

برز المحلل في العالم المالي بعد أن توقع بدقة انهيار الاقتصاد الياباني في أواخر الثمانينات وظهور الشعبوية التي أدت إلى تحول سياسي كبير في عام 2016. ومع ذلك، كانت العديد من توقعاته الأخرى، لا سيما فيما يتعلق بتوقيت وحجم التراجعات السوقية، مثيرة للجدل وأسفرت عن نتائج مختلطة.

في السنوات الأخيرة، تحدث المحلل بصراحة عن ما يسميه "أكبر فقاعة في التاريخ"، متنبئًا بانهيار سوق شديد بحلول منتصف العقد 2020. ويشير إلى أن مستويات غير مسبوقة من تحفيز الحكومة والعجز المتزايد قد خلقت فقاعة غير مستدامة في الأسواق المالية، والتي يعتقد أنها ستنفجر في المستقبل القريب.

بصفته مؤسس شركة إدارة استثمارية وشركة أبحاث خاصة به، ينشر المحلل توقعاته الاقتصادية وتحليلاته. وهو أيضًا مؤلف غزير الإنتاج، حيث كتب عدة كتب حققت مبيعات عالية حول الاقتصاد والأسواق المالية، بما في ذلك عناوين تناقش الطفرات المستقبلية والنقاط الحرجة في الاقتصاد.

بدأ المحلل بشرح أن الاقتصاد على حافة انهيار كبير، وهو ما يعزوه إلى استنفاد الطلب. وفقًا له، فإن التحفيز النقدي الواسع وارتفاع معدلات الفائدة المنخفضة قد أطالا بشكل مصطنع فترة الازدهار الاقتصادي، مما دفع المستهلكين إلى حدود قدرتهم على الإنفاق. جادل بأن هذا النمو غير المستدام قد أعد المسرح لأزمة اقتصادية شديدة تعادل الكساد العظيم.

وأضاف أنه يعتقد أن الوضع الحالي ناتج عن سياسات اقتصادية مضللة حالت دون حدوث ركود طبيعي، والذي وصفه بأنه ضروري لصحة الاقتصاد. وأوضح أن الركود يشبه حاجة الجسم للنوم - فهو أساسي للتعافي والإنتاجية على المدى الطويل. وانتقد المحلل الاقتصاديين التقليديين لمحاولتهم تجنب الركود بأي ثمن، وهو ما يعتقد أنه أدى إلى خلق فقاعة اقتصادية ضخمة باتت على وشك الانفجار.

ناقش المحلل أيضًا الدورات السكانية التي أدت تاريخيًا إلى دفع النمو الاقتصادي، وخاصة أنماط الإنفاق لجيل الطفرة السكانية. وأشار إلى أنه بينما يتفوق جيل الألفية من حيث العدد، إلا أن تأثيرهم على الاقتصاد ليس عميقًا مثل تأثير جيل الطفرة السكانية، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن إنفاقهم منتشر على فترة أطول. وأوضح أن ذروة الإنفاق لجيل الطفرة السكانية، التي غذت أعظم ازدهار اقتصادي في التاريخ من 1983 إلى 2007، أصبحت الآن خلفنا. جيل الألفية، رغم أهميته، ليس لديه نفس التأثير المركّز، مما يؤدي إلى آفاق اقتصادية أكثر اعتدالًا.

علاوة على ذلك، أشار المحلل إلى مخاطر التحفيز النقدي غير المسبوق الذي تم حقنه في الاقتصاد منذ أزمة المالية العالمية عام 2008. وأكد أن إجراءات الاحتياطي الفيدرالي قد خلقت "ازدهاراً زائفاً" من خلال تضخيم أسعار الأصول وتشجيع تراكم الديون المفرطة. وحذر من أن ارتفاع أسعار الفائدة الأخيرة، وهي الأهم منذ أوائل الثمانينات، ستؤثر قريباً بتأثير متأخر ولكنه عميق على الاقتصاد، مما يؤدي إلى ركود حاد.

فيما يتعلق باستراتيجيات الاستثمار، نصح المحلل بعدم الاحتفاظ بالأصول المالية التقليدية خلال الأزمة المقبلة. وأكد على أهمية التحول إلى سندات الخزانة طويلة الأجل، وخصوصًا سندات الثلاثين عامًا، التي يعتقد أنها ستكون الاستثمار الأكثر أمانًا خلال فترة الانكماش التي يتوقعها. جادل المحلل بأن سندات الخزانة، على عكس الأسهم أو العقارات، ستزداد قيمتها مع انخفاض أسعار الفائدة استجابةً لانهيار الاقتصاد. كما رفض الذهب كملاذ آمن، متنبئًا بأن قيمته ستتراجع بشكل كبير خلال الأزمة.

كما تناول المحلل الآثار الأوسع للاقتصاد الحالي، بما في ذلك تأثيره على الأسواق العالمية والاقتصادات الناشئة مثل الصين. وأعرب عن قلقه بشأن الاقتصاد المفرط الدين في الصين وتوقع أنه سيواجه ركودًا شديدًا مشابهًا لعقود الضياع في اليابان. وفقًا للمحلل، فإن التحديات الديموغرافية في الصين والاعتماد المفرط على النمو المدفوع بالديون يجعلها عرضة بشكل خاص للأزمة الاقتصادية العالمية القادمة.
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
  • أعجبني
  • تعليق
  • إعادة النشر
  • مشاركة
تعليق
0/400
لا توجد تعليقات
  • تثبيت