في مجال البلوكتشين، هناك مشروع يثير اهتمامًا واسعًا بأفكاره الجريئة والمبتكرة، وهو شبكة Pyth. على الرغم من أن الكثيرين عند سماعهم Pyth لأول مرة قد يصنفونه ببساطة كمشروع آلة أوراكل، إلا أن رؤيته في الواقع أكبر بكثير من هذا التعريف.

في البداية، كانت Pyth تهدف حقًا إلى حل مشكلة طالما عانت منها عالم التمويل اللامركزي (DeFi): مشكلة توقيت ودقة بيانات الأسعار. ومع تطور المشروع، توسعت أهداف Pyth لتشمل مجالًا أوسع - صناعة بيانات السوق العالمية، وهي سوق ضخمة تزيد قيمتها عن 50 مليار دولار.

هذا التحول يعني أن Pyth لم تعد راضية عن كونها مجرد مزود للبنية التحتية لـ DeFi، بل تسعى لتصبح المزود الرائد للبيانات لخدمة المؤسسات العالمية. قد يبدو هذا الهدف طموحًا للغاية للوهلة الأولى، ولكن بعد التفكير الدقيق، يتضح أن هذه التحول الاستراتيجي له منطق داخلي.

عند مراجعة المرحلة المبكرة من ازدهار DeFi، ظهرت منصات الإقراض والعقود المستدامة ومشاريع العملات المستقرة كالفطر بعد المطر، وكان السوق في حالة ازدهار. ومع ذلك، جاء تحدٍ صارم: كانت العمليات الطبيعية لهذه البروتوكولات تعتمد بشكل كبير على بيانات الأسعار الدقيقة وفي الوقت المناسب، بينما كانت أنظمة الآلة أوراكل المتاحة في ذلك الوقت غالبًا ما تعاني من تأخيرات كبيرة ومشاكل في التحديث، وأحيانًا أخطاء.

في هذه الحالة، إذا حدثت تقلبات شديدة في السوق، ولم تتمكن آلة أوراكل من تحديث البيانات في الوقت المناسب، فقد يؤدي ذلك إلى عدم قدرة منصة الإقراض على إجراء التسويات في الوقت المناسب، مما يتسبب في خسائر في صندوق الأموال. وهذا يعد خطرًا قاتلًا محتملاً لأي بروتوكول DeFi.

ظهور Pyth كان من أجل حل هذه المشكلة بشكل جذري. على عكس الطرق التقليدية، لم تقم Pyth بجمع البيانات من خلال وسطاء، بل اعتمدت نهجًا مبتكرًا مباشرًا: دعوة صناع السوق، والمؤسسات التجارية، والشركات المالية للمشاركة مباشرة، مما يسمح لهم بتحميل بيانات الأسعار من المصدر في الوقت الحقيقي. هذا التصميم الرائد أظهر على الفور مزاياه.

من خلال هذه الطريقة، لا تعزز Pyth فقط من توقيت و دقة البيانات، بل تضخ أيضًا حيوية جديدة في نظام DeFi البيئي بأسره. مع استمرار تطور المشروع، بدأت Pyth تدريجياً في التحول من مزود بنية تحتية لـ DeFi إلى مبتكر بيانات عالمي، مما يظهر إمكانياتها للعب دور مهم في سوق أكثر اتساعًا.