اتساق نظام إثيريوم البيئي: تحقيق التوازن بين اللامركزية والتعاون

تواجه منظومة إيثريوم أحد أكبر تحديات الحوكمة وهو كيفية إيجاد توازن بين اللامركزية والتعاون. تكمن قوة هذه المنظومة في وجود مجموعة واسعة من المشاركين، بما في ذلك فرق العملاء، الباحثين، فرق الشبكات من الطبقة الثانية، مطوري التطبيقات، ومنظمات المجتمع المحلي. كل هؤلاء يسعون لتحقيق رؤيتهم الخاصة عن إيثريوم. التحدي الرئيسي هو ضمان أن جميع المشاريع تبني معًا منظومة إيثريوم موحدة، بدلاً من خلق العديد من الأراضي المستقلة غير المتوافقة.

لمواجهة هذا التحدي، تم تقديم مفهوم "اتساق إثيريوم" داخل النظام البيئي. يشمل ذلك اتساق القيم (مثل المصدر المفتوح، تقليل المركزية، دعم المنتجات العامة)، الاتساق التكنولوجي (مثل اتباع المعايير داخل النظام البيئي) والاتساق الاقتصادي (مثل استخدام ETH كرمز قدر الإمكان). ومع ذلك، نظرًا لأن هذا المفهوم كان له تعريف غير واضح في الماضي، فقد يؤدي إلى خطر التحكم الاجتماعي: إذا كان الاتساق يعني فقط الحفاظ على علاقات جيدة مع مجموعة معينة، فإن هذا المفهوم يفقد معناه.

لتجنب هذا الوضع، نحتاج إلى تجسيد مفهوم التناسق، وتفكيكه إلى خصائص يمكن قياسها بواسطة مؤشرات محددة. على الرغم من أن قوائم المعايير لكل شخص قد تختلف، وأن المؤشرات قد تتغير مع مرور الوقت، إلا أننا لدينا بالفعل بعض النقاط الثابتة الموثوقة:

1. مفتوح المصدر: هذه النقطة مهمة جداً لأنها تسمح بمراجعة الكود لضمان الأمان، والأهم من ذلك، أنها تقلل من مخاطر الاحتجاز الاحتكاري، وتسمح للأطراف الثالثة بإجراء تحسينات دون الحاجة إلى إذن. يجب أن تكون مكونات البنية التحتية الأساسية التي يعتمد عليها النظام البيئي مفتوحة المصدر بشكل خاص.

2. المعايير المفتوحة: السعي لتحقيق التوافق مع نظام إثيريوم البيئي، والبناء على المعايير المفتوحة الحالية أو التي لا تزال قيد التطوير. إذا لم تلبي المعايير الحالية الاحتياجات بشكل جيد، يجب التعاون مع الآخرين لوضع معايير جديدة.

3. اللامركزية والأمان: تقليل نقاط الثقة، ثغرات المراجعة والاعتماد على البنية التحتية المركزية. يمكن تقييم ذلك من خلال "اختبار الخروج" واختبار الهجمات الداخلية.

4. التعاون: يجب أن تستفيد جميع مجتمع إثيريوم من المشروع، مع المساهمة بصورة إيجابية للعالم الأوسع. قد يشمل ذلك استخدام ETH كرمز، والمساهمة في التكنولوجيا مفتوحة المصدر، والالتزام بالتبرع بجزء من الإيرادات للمنتجات العامة، وغيرها.

من الواضح أن هذه المعايير لا تنطبق على جميع المشاريع. قد تتطلب أنواع مختلفة من المشاريع (مثل الشبكات الثانية، والمحافظ، وتطبيقات الوسائط الاجتماعية اللامركزية، إلخ) مؤشرات مختلفة. مع مرور الوقت، قد تتغير أولويات هذه المؤشرات.

في الظروف المثالية، نأمل أن نرى المزيد من الكيانات المشابهة لـ L2beat تظهر، لتتبع أداء المشاريع المختلفة في تلبية هذه المعايير. يجب أن تتسابق المشاريع للامتثال لمعايير واضحة، بدلاً من التنافس على كسب "الأصدقاء المناسبين".

تقدم هذه الطريقة أيضًا مسار قرار أكثر وضوحًا لمؤسسة إثيريوم وغيرها من المنظمات التي تأمل في دعم النظام البيئي مع الحفاظ على الحياد. يمكن لكل منظمة، بناءً على حكمها الخاص، تحديد المعايير الأكثر أهمية بالنسبة لها واختيار المشاريع التي تدعمها بناءً على ذلك.

فقط من خلال تعريف "الإنجازات" بوضوح يمكن تحقيق الإدارة الحقيقية للنخبة. بالنسبة للقلق حول "من سيشرف على المشرفين"، فإن أفضل حل ليس هو الأمل في أن يكون جميع المؤثرين كماليين، بل تحقيق ذلك من خلال تقنيات مثبتة مثل اللامركزية.

إذا استطعنا توضيح جوانب الاتساق المختلفة بشكل أكبر، مع تجنب تركيز السلطة في يد "مشرف" واحد، فسنتمكن من جعل هذا المفهوم أكثر فعالية وعدلاً وشمولية، وهو الهدف الذي يسعى إليه نظام إثيريوم البيئي.